يوسف ألبي

ضرب فيروس كورونا (كوفيد 19) المستجد أوروبا وجعلها أمام شلل تام، لتتوقف البطولات تلو الأخرى في القارة العجوز وجعلها أمام مأزق كبير، ما جعل الأغلبية يفقد الأمل في أستكمال البطولات والمناسبات الرياضية في هذا الموسم الكارثي.

ولكن أصبحنا الأن بصدد عودة الحياة الكروية تدريجياً في القارة العجوز بعد تراجع ملحوظ في عدد الحالات المصابة والوفيات مقارنة بالأشهر الثلاثة الأخيرة، حيث عادت عجلة الحياة في الدوري في ألمانيا الشهر الماضي كأول دوري يعود بعد التوقف من كورونا (كوفيد 19)، أما إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا فستعود خلال الشهر المنصرم، ولا شك في أن هذه العودة ستكون وفق استراتيجية معينة وشروط صارمة وحيطة كبيرة، من (كوفيد 19) أجل التصدي لفيروس كورونا الخطير وعدم انتشاره من جديد.

أما دوري أبطال أوروبا فيحتاج لسيناريو مدروس من أجل المضي قدماً وإنهاء البطولة في هذا الموسم خصوصاً مع ضيق الوقت وتزاحم الدول في إنهاء مسابقاتها المحلية، حيث تأهل كل من أتلتيكو مدريد وباريس سان جيرمان ولايبزيغ وأتالانتا للدور ربع النهائي، بينما تأجلت مواجهات الإياب المتبقية وهي بين كل من (مانشستر سيتي - ريال مدريد) و (برشلونة - نابولي) و (يوفنتوس - ليون) و (باير ميونيخ - تشلسي) بسب تعليق البطولة جراء فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي قصف أوروبا والعالم بشكل مخيف ومميت، ولاشك أن الاتحاد الأوروبي يحاول جاهداً استكمال البطولة الأهم على مستوى الأندية في العالم بطريقة منصفة للجميع.

ولعل السيناريو الأفضل والأنسب هو استكمال ما تبقى من مباريات إياب الدور الـ16 على نفس الطريقة المنتهجة وعلى الأراضي المحددة كماهو في السابق لمعرفة الأندية المتأهلة للدور ربع النهائي وهذه الطريقة بكل تأكيد تحفظ حقوق الأندية ولا تظلم أياً منها، وبعد ذلك خوض غمار الأدوار المتبقية بطريقة "مباراة واحدة" وليست مباراتي ذهاب وإياب وتكون على أرض محايدة لجميع المباريات، وهناك مدن أعلنت جاهزيتها للاستضافة مثل مدينتي لشبونة البرتغالية وفرانكفورت الألمانية وغيرها من المدن.

أما من حيث الجماهير فمن الأفضل ولسلامة الجميع أن تقام باقي المباريات بدون جمهور إلا في حال القضاء على كورونا (كوفيد 19) وهذا أمر أقرب من المستحيل، فالجهات المختصة أكدت أكثر من مرة أن هذا الوباء يحتاج لوقت طويل لكي يزول، أو على أقل تقدير تحسن الحال بشكل كبير والتأكد من أن وجود الجماهير لايؤثر إطلاقاً عليهم أوتحصيص أعداد محدود للجماهير وتوزيعهم بشكل سليم ومنصف.

ولا شك أننا كمتابعين نأمل أن تعود الحياة بشكل طبيعي والاستمتاع فيما تبقى من مباريات في بطولة "ذات الأذنين" المسابقة الأكثر قوة وشهرة في العالم.