دخلت الحكمة التونسية، درصاف القنواطي، تاريخ كرة القدم في بلادها، الأحد الماضي، عندما شاركت في إدارة مباراة نهائي كأس تونس لكرة القدم، وأصبحت بذلك أول إمرأة تونسية تتولى هذه المهمة في تاريخ المسابقة.

ولم يكن يوم 27 سبتمبر 2020 تاريخا عابرا في مسيرة الحكمة الدولية الشابة، فقد حظيت القنواطي بشرف تعيينها حكما رابعا ضمن الطاقم الذي أدار المباراة النهائية.

وضم الطاقم كلا من الصادق السالمي (حكم ساحة) ويامن الملولشي وفوزي الجريدي (حكمان مساعدان)، فيما كانت القنواطي أول إمرأة عربية وإفريقية تشارك في إدارة مباراة نهائية لمسابقة الكأس.

ودعمت القنواطي مسيرتها التحكيمية الحافلة بالأرقام والإنجازات على صعيد التحكيم العربي والإفريقي، فقبل شهر من تعيينها حكما رابعا للدور النهائي، وتحديدا في 26 أغسطس الماضي، حظيت الحكمة البالغة من العمر 34 عاما بتمثيل التحكيم النسائي لأول مرة في مباراة الديربي بين النادي الإفريقي والترجي التونسي، وهي المباراة الكروية الأبرز والأكبر في الدوري التونسي الممتاز.

وتقول القنواطي عن مشاركتها في النهائي، الذي انتهى بفوز الاتحاد المنستيري على الترجي التونسي 0-2 وتتويجه باللقب: "يعد موسم 2019/ 2020 عام البروز والتألق لي رغم توقف النشاط الرياضي في فترة ما بسبب فيروس كورونا، إنه شرف كبير يتجاوزني ليشمل كل حكمات كرة القدم في تونس والمرأة التونسية والعربية بوجه عام".

وتضيف في تصريح لسكاي نيوز عربية: "لم تكن مهمة سهلة بالمرة، أن أمثل التحكيم النسائي في مباراة النهائي.. هو تحد خاص ورسالة في الآن نفسه بأن المرأة التونسية والعربية قادرة على الاضطلاع بالمسؤولية في شتى المجالات، هذه الثقة التي منحني إياها اتحاد الكرة التونسي ولجنة الحكام تزيدني فخرا وعزما في الوقت نفسه على مواصلة العمل حتى أرسم لنفسي مسيرة تحكيمية لافتة".

مسيرة حافلة

ومنذ ما يقرب من ثماني سنوات، شقت القنواطي طريقها بثبات في عالم التحكيم في كرة القدم، وسطع نجمها بسرعة في مباريات الشبان ودوريات الدرجات السفلي.

وبعد تألقها اللافت، تم تكليفها بإدارة الدور النهائي لكأس تونس للكرة النسائية في سنة 2013 بين فريقي جمعية الساحل وبنك الإسكان، ثم أوعز إليها اتحاد كرة القدم بالمهمة نفسها في العام الموالي.

وفي العام 2015، حصلت على الشارة الدولية، وواصلت تألقها بإدارة مباراة نهائي كأس الاتحاد العربي للكرة النسائية بين منتخبي لبنان وجيبوتي.

وتقول عن مشاركاتها الدولية: "المباريات الدولية، لا سيما بين المنتخبات، أصعب بكثير من مقابلات الأندية، أدرت عدة مباريات ولكن أصعبها عادة ما يكون في القارة الإفريقية، أذكر مباراة إثيوبيا والجزائر بالعاصمة أديس أبابا ضمن تصفيات أمم إفريقيا 2018 والتي دارت في أجواء صعبة أمنيا وتنظيميا ولكني وفقت في الخروج بها إلى بر الأمان".

أما على المستوى المحلي، فكانت القنواطي أول إمرأة تدير مباراة كرة قدم للرجال في تونس، وكان ذلك في 2017، بين الملعب التونسي وجمعية جربة ضمن دوري الدرجة الثانية.

وبعد عامين من ذلك، وفي مايو 2019، أدارت مباراة الترجي التونسي والنادي البنزرتي ضمن الجولة الختامية من الدوري التونسي الممتاز لتكون أيضا أول إمرأة عربية تدير مبارة ضمن دوري الرجال.

جدير بالذكر أن علاقة القنواطي بالرياضة بدأت في 2004، عندما مارست كرة اليد ضمن نادي مقرين (جنوب العاصمة تونس) ثم لعبت كرة القدم ضمن النادي الجامعي بباردو.

وفي 2011 قررت خوض غمار التحكيم، فشاركت في دروس نظرية لتعلم فنون الصفارة قبل أن يتم اختيارها ضمن القائمة الأولى لحكمات كرة القدم لإدارة مباريات الشبان والدوري النسائي.

وتبدو طموحات القنواطي أكبر من أن تضع لها حدا إذ تقول: "التحكيم أصبح جزءا من حياتي، لي حياتي الخاصة كزوجة وأم ولكن سقف طموحاتي عال، أطمح لأن أحظى بإدارة المباراة النهائية لكأس تونس، وأن أكون يوما ما ضمن قائمة حكام نهائيات كأس العالم للرجال، لدي حلم وسأحققه".