وفقا لتقرير خاص حصلت عليه قناة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية ثمة شكوك كبيرة بشأن نزاهة تقارير قطر حول مدى تفشي فيروس كورونا بهدف تجنب تعريض استضافتها لبطولة كأس العالم 2020 للخطر.

فمن شأن الحقيقة حول مدى تفشي الوباء في الدولة الخليجية الصغيرة أن يعيد إشعال المطالب بنقل بطولة كأس العالم من قطر إلى دولة أخرى.

فقد جاء في تقرير أعدته مؤسسة الاستشارات الاستراتيجية والإدارية "كورنرستون غلوبال أسوشييتس"، التي تتخذ من لندن مقرا لها: "أثارت مذكرة داخلية أجرتها شركة إنشاءات رائدة في قطر تعمل في مشاريع كأس العالم لكرة القدم مخاوف من أن العديد من عمالها أصيبوا بالفيروس وماتوا، ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي وفاة جراء كوفيد-19".

وأضاف التقرير "المخاوف التي أثيرت تتماشى مع المخاوف بشأن التناقض الواضح بين عدد الإصابات ومعدل الوفيات. إذ أشارت المذكرة الداخلية إلى إعادة جثث المتوفين جراء الفيروس إلى مواطنهم الأصلية نيبال والهند".

وتابع "تتعارض هذه الممارسة مع توصيات السلطات الصحية المختلفة حول العالم. ويشير هذا أيضا إلى أن السلطات القطرية أخطأت في الإبلاغ عن وفيات كوفيد-19، وبالتالي تضلل مجتمع الرعاية الصحية العالمي".

وتلاحظ الوثيقة، المكونة من 10 صفحات بعنوان "كوفيد -19: هل ستقام بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر؟" أنه "بحلول منتصف أغسطس 2020، عانت قطر، التي يعتقد أن عدد سكانها يقدر بحوالي 2.8 مليون نسمة غالبيتهم من العمال الأجانب، من أعلى معدل إصابة بفيروس كورونا في العالم لكل فرد من السكان".

ومع ذلك، قالت كورنرستون إن "قطر تسجل 201 حالة وفاة فقط بسبب فيروس كورونا، مما يشير إلى معدل وفيات بنسبة 0.17 %". وشكك خبراء الصحة في مؤسسة كورنرستون في مصداقية أرقام الوفيات في قطر، حيث يبدو أن معدل الوفيات البالغ 0.17 % "أقل من المتوقع بشكل كبير".

ووفقا لمرصد جامعة جون هوبكنز، الذي يتعقب إصابات ووفيات كوفيد -19 حسب الدولة، عانت قطر ما لا يقل عن 216 حالة وفاة إجمالية و126339 حالة إصابة.

يشار إلى مؤسسة كورنرستون، التي لديها محفظة رعاية صحية، قدمت في الماضي خدمات استشارية لمنظمة الصحة العالمية وخدمة الصحة الوطنية في بريطانيا، كما أنها تتابع بطولة كأس العالم في قطر 2022 منذ أن تم منحها للدولة الخليجية في عام 2010.

هذا ولم ترد وزارة الخارجية والسفارات القطرية في واشنطن وبروكسل وبرلين على طلب فوكس نيوز للتعليق.

قطر في مأزق جديد

ويدفع تقرير كورنرستون بالنظام الحاكم في الدوحة، عاصمة الدولة الغنية بالغاز، إلى مأزق جديد، إذ واجه النظام القطري مزاعم بأنه قدم رشوة لمسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لتأمين الحصول على حق استضافة كأس العالم.

ففي أبريل 2020، أصدرت وزارة العدل الأميركية لائحة اتهام، جاء فيها أن الأعضاء الثلاثة من أميركا الجنوبية في اللجنة التنفيذية للفيفا 2010، هم الراحل نيكولاس ليوز، ثم رئيس الكونميبول، رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم آنذاك، ريكاردو تيكسيرا، وشريك ثالث متآمر لم يذكر اسمه، قبلوا رشاوى للتصويت لقطر لاستضافة حدث 2020.

كما جاء استغلال قطر للعمال الأجانب في بناء الملاعب في الصدارة في التقرير، وقامت قطر مؤخرا ببناء مرافق مستشفيات جديدة على أحدث طراز، لكنها محظورة على غالبية السكان فيها، وهم عمال من شبه القارة الهندية.

ويورد تقرير لمنظمة العفو الدولية لعام 2019 تفاصيل محنة آلاف العمال الذين يتعرضون للاستغلال من قبل النظام القطري على الرغم من الدعوات لإنهاء ممارسات العمل اللاإنسانية.

وفي تقرير أمنستي، المكونة من 52 صفحة بعنوان " عمل دائم، بلا أجر: كفاح العمال الأجانب في قطر من أجل العدالة "، اقتباس من موظف كيني في شركة "يونايتد كلينينغ".

فقد قال لأمنستي إنه كان عليه أن يعيش طوال 5 أشهر على أقل القليل من الطعام ودون راتب، مشيرا إلى أن أسرته تأثرت كثيرا بوضعه.

وأضاف قائلا "تنهمر الدموع من عيناي كلما تذكرت أين كنا نذهب للعثور على طعام.. في حاويات القمامة.. بعد عامين و5 شهور من العمل لدى شركة يونايتد كلينينغ دون إجازة، تدين لي الشركة بمبلغ كبير لكنها ترفض دفعه لي".

وقالت منظمة حقوق الإنسان أن "العديد من العمال المهاجرين يعانون من تدني أجورهم ومن ظروف عمل قاسية وقيود على تنقلهم.. وعدت قطر بتحسين وصول العمال إلى العدالة.. غير أن هذا الوعد لم يتحقق.. وإلى أن يتم إصلاح ذلك، سيستمر مئات العمال في مغادرة قطر مفلسين وبدون عدالة".

وتعهدت قطر، وفقا لتقرير منظمة العفو الدولية، بتحسين حماية العمال الوافدين بمساعدة منظمة العمل الدولية.

ورفض النظام القطري الرد على أسئلة فوكس نيوز حول تقرير منظمة العفو.

مطالب بنقل كأس العالم من قطر

في السابق، حث برلمانيون بريطانيون الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" على نقل مونديال 2022 من قطر، ومن بينهم عضو البرلمان داميان كولينز، وعضو مجلس اللوردات ديفيد تريسمان.

وستعتمد تكلفة نقل كأس العالم من قطر إلى بلد مضيف جديد على البلد المضيف الجديد ومرافقه الحالية، ويمكن أن تكون بريطانيا منافسا رئيسيا لعملية النقل وستكون التكلفة المقدرة لذلك، وفقا لتحليل كورنرستون، حوالي 100 مليون دولار، مع النفقات بما في ذلك ترقية المرافق.

وقال مؤسس شركة كورنرستون، غانم نسيبة، لفوكس نيوز إن "فوائد جلب مونديال 2022 إلى إنجلترا تفوق بكثير التكلفة".

وقال نسيبة، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، إن "تكلفة بناء مرافق فيفا في قطر تبلغ 200 مليار دولار، وهو بالمناسبة بعيدا عن التكلفة التي تكلفتها الدول الأخرى لبناء منشآتها".

وأضاف قائلا: "عائدات قطر ستكون ضئيلة مقارنة بما أنفقته على كل من المرافق وحقوق البث. حتى إذا نجح 2022 وفقا لمعايير قطر أو الفيفا، فإنها في الواقع خسارة فادحة لكل من قطر والفيفا، ماليا وسمعة".

وقالت تايسا بلوم، المتحدثة باسم الفيفا، لشبكة فوكس نيوز في بيان إنه لم يتم إبلاغها بالتقرير من كورنرستون، وبالتالي "لسنا في وضع يسمح لنا بالتعليق عليه".