إفي:

يستقبل ريال مدريد الإسباني ضيفه أتالانتا الإيطالي واضعا نصب عينيه تخطي دور ثمن النهائي الذي عجز الفريق الإسباني عن تجاوزه خلال آخر نسختين من دوري الأبطال، بينما يواجه قوة هجومية ضاربة للمنافس الإيطالي، وذكريات الإقصاء على أرضه آخر عامين من المنافسات الأوروبية، لذا سيحاول استعادة درب الانتصارات في عقر داره حيث فاز في ثلاثة من آخر تسعة لقاءات.

وتأتي أهمية الفوز على ملعب ريال مدريد بثمن نهائي من الرغبة في نسيان الهزيمة الكبيرة أمام أياكس والسقوط على يد مانشستر سيتي. كانت هاتان المباراتان قد نشرتا أجواء سلبية في البطولة الأوروبية الأبرز على مستوى الأندية وحيث لم يفز الريال في عقر داره سوى ثلاث مرات من آخر تسع مواجهات خاضها بوصفه صاحب الأرض. وكانت المباريات التي فاز بها الميرينجي بملعبه وسمحت له بتصدر مجموعته خلال هذه النسخة على حساب إنتر ميلان وبروسيا مونشنجلادباخ، قد رسمت مسارا يتطلع أصحاب القميص الملكي لمواصلته.

وبدأ مسلسل الإخفاق في (سانتياجو برنابيو) أوروبيا مع فقدان هيبة هذا الملعب. وبالكاد فاز الريال في ثلاث مناسبات؛ 3-0 على روما الإيطالي، و2-1 على فيكتوريا بلزن التشيكي، و6-0 على جالاتا سراي التركي، من آخر 10 لقاءات في النسختين الماضيتين من التشامبيونز.

وعلى أرضه، سقط ملك أوروبا قبل عام أمام مانشستر سيتي، رغم أن زين الدين زيدان المدرب صاحب إنجاز التتويج بالكأس "ذات الأذنين" ثلاث مرات متتالية نجح في تحويل سانتياجو برنابيو إلى قلعة حصينة لم يهزم أصحاب الأرض بين أسوارها سوى على يد يوفنتوس 1-3، ولم تكن هذه الهزيمة مؤثرة حتى لأن الريال كان قد دك شباك (السيدة العجوز) في قلب تورينو بثلاثية نظيفة.

وكان (عامل البرنابيو) حاسما في الحقبة الأولى لزيدان في قيادة الريال. إلا أن هذا التأثير تراجع خلال ولايته الثانية. فمنذ رحيله بعد الفوز باللقب الـ13 للريال من دوري الأبطال في كييف، تقلصت هيمنة الفريق الملكي داخل الديار. قاد جولين لوبيتيجي ريال مدريد للفوز في سانتياجو برنابيو خلال المرتين اللتين لعب فيهما هناك؛ على روما وفيكتوريا، إلا أن الهزيمة المفاجئة 0-3 على يد سسكا موسكو الروسي في ختام دور المجموعات ورغم أنها كانت تحصيل حاصل إلا أنها دقت ناقوس الخطر لما هو مقبل، وبالفعل سقط الريال على أرضه في ثمن نهائي نفس النسخة.

وكان الميرينجي على موعد مع ثاني أسوأ خسارة له وبمستوى دفاعي مخجل وغير مسبوق في بطولة أوروبية على ملعبه؛ 1-4 أمام أياكس والتي أطاحت بالفريق الملكي حتى مع فوزه ذهابا. لم يستمر المدرب السابق الأرجنتيني سانتياجو سولاري طويلا على مقعد المدير الفني للريال بعد هذه الهزيمة، خاصة مع الفشل الذريع الذي مني به الريال ذلك الموسم وفشله في الفوز بأي بطولة كبيرة.

كذلك، عانى زيدان الأمرين كي يسترد هيبة (سانتياجو برنابيو) بعد عودته إلى الفريق. وكانت المحصلة هي ثلاثة انتصارات وتعادلين وهزيمتين. واضطر الفريق الملكي الموسم الماضي لتقبل التعادل مع كلوب بروج وباريس سان جيرمان وبنفس النتيجة 2-2. وأنهى الريال دور المجموعات من التشامبيونز في المركز الثاني، لتضعه القرعة في مواجهة غير مرغوبة مع مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا الذي تغلب على زيدان وفريقه 1-2 في مدريد.

وحتى مع تغير الملعب في الموسم الجاري والانتقال لملعب الفريق الرديف (ألفريدو دي ستيفانو)بسبب أعمال تجديد البرنابيو، بدأ الريال هذه النسخة من التشامبيونز بنفس الهشاشة حيث سقط 2-3 أمام فريق تضربه الإصابات مثل شاختار دونيتسك الأوكراني. ولكن ها هي الفرصة تلوح في الأفق مجددا لريال مدريد كي يكسر عقدة الخسارة أوروبيا في الديار.