تحوم الشكوك حول استمرار الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الإسباني مع الفريق في الموسم المقبل، الأخير في عقده مع النادي الملكي.

وعلى الرغم من عدم وجود أي تأكيد رسمي، فإن عدة تقارير صحفية أشارت مؤخرا إلى أن زيدان اتخذ قراره بالرحيل عن ريال مدريد بعد موسم مخيب أنهاه "الميرينجي" دون تحقيق أي ألقاب، لأول مرة منذ 2010.

وكشفت التقارير عن قائمة من المرشحين لخلافة زيدان في تدريب ريال مدريد، ومن بينهم الإسباني راؤول جونزاليس أسطورة النادي ومدرب فريقه الرديف حاليا.

راؤول صاحب الـ43 عاما بدأ مسيرته التدريبية بقيادة فريق تحت 15 عاما في ريال مدريد عام 2018، ثم انتقل لتدريب الرديف "كاستيا" في 2019.

وتولى راؤول تدريب فريق ريال مدريد للشباب تحت 19 عاما بشكل مؤقت قبيل نهاية الموسم الماضي، وقاده لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.

وعلى الرغم من أن راؤول هو المرشح المفضل لدى الجماهير المدريدية لخلافة زيدان، بناء على استطلاع رأي لصحيفة "ماركا"، فإن "العين الرياضية" تستعرض في السطور التالية 4 أسباب تجعل راؤول غير مناسب لتولي تدريب الفريق الأول، على الأقل في الوقت الحالي.

نقص الخبرة

يقدم راؤول مستوى مذهلا مع "الكاستيا"، لكن هذا لا يعني أنه بات يمتلك خبرة كافية للتدريب على مستوى الكبار، خاصة لفريق بحجم ريال مدريد، الذي يحتاج في الوقت الحالي لمدير فني صاحب خبرة كبيرة وقدرة هائلة على تحمل الضغوط.

صحيح أن زيدان تمكن من النجاح مع ريال مدريد بعدما كان في موقف مماثل، لكن ما حققه "زيزو"، ومن قبله الإسباني بيب جوارديولا مع برشلونة، هو أمر استثنائي يحدث في مرات قليلة، مقابل نماذج أكثر لفشل التجارب من هذا النوع.

هذا لا يعني أن تجربة راؤول مع الفريق الأول لريال مدريد محكوم عليها بالفشل، لكن تظل نسب نجاحها أقل مقارنة بمدرب صاحب خبرة أكبر.

مرحلة انتقالية

أحد الأسباب التي قد تعرقل نجاح راؤول كخليفة لزيدان هو مرور الفريق بمرحلة انتقالية، والحاجة للتخلي عن عدد كبير من اللاعبين وضم وجوه جديدة والخروج من دوامة النتائج المخيبة والأداء المتذبذب.

وبفضل خبرته وقدرته على التأثير على فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، فإن زيدان بالفعل هو الأنسب لقيادة الفريق الملكي في تلك المرحلة وتحديد أسماء الراحلين وترشيح بدلائهم، كذلك فإن وجود المدرب الفرنسي هو أحد عوامل جذب اللاعبين المستهدفين، مثل مواطنيه كيليان مبابي وبول بوجبا.

وفي حالة رحيل زيدان فقد تتغير كل الخطط المتعلقة بالميركاتو، ومن غير المستبعد أن يقع راؤول في نفس الفخ الذي وقع فيه الإسباني جولين لوبيتيجي، الذي تولى تدريب الفريق بعد استقالة زيزو في 2018، حين اكتفى بالخيارات التي تقدمها له إدارة النادي، وانتهى به الأمر مقالا بعد أشهر قليلة من توليه المسؤولية.

قد يكون راؤول قادرا على اختيار لاعبين مميزين لإعادة هيكلة الفريق بعد رحيل زيدان، لكن الأمر المهم هو قدرته على إقناع إدارة ريال مدريد بضمهم خاصة في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها النادي.

ليس مفضلا لبيريز

عطفا على النقطة السابقة، فإن ما كشفته التقارير بخصوص ملف بديل زيدان هو أن بيريز لا يحبذ الاعتماد على راؤول كمدرب للفريق الأول، ويفضل تعيين مدرب خبير قادر على إعادة الفريق لمنصات التتويج.

وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، نقلا عن مصادر في إسبانيا وإيطاليا، إلى أن ماسيميليانو أليجري هو المرشح المفضل بالنسبة لبيريز.

وفي ناد مثل ريال مدريد، وبوجود رئيس مثل بيريز، فإن المدرب بحاجة للحصول على دعم الإدارة والرئيس، وإلا فإن نجاحه سيصبح أمرا شبه مستحيل.

استراتيجية مشابهة

طريقة لعب الكاستيا مع راؤول لا تختلف كثيرا عن الطريقة التي يلعب بها الفريق الأول مع زيدان، فكلاهما ينتهج نفس الاستراتيجية تقريبا.

صحيح أن هناك بعض الاختلافات بين طريقتي المدربين، لكن إجمالا يفضل كلاهما الهجوم بنفس الطريقة، وهي الاعتماد على الكرات العرضية التي يرسلها الأجنحة والأظهرة، كما أن مشاكل الدفاع هي نفسها تقريبا.

وإذا لم تحدث تغييرات جوهرية على تشكيلة ريال مدريد، فمن غير المنتظر أن تتغير النتائج مع راؤول مقارنة بما هي عليه مع زيدان.