إذا كانت كأس الأمم الأوروبية 2004 التي أقيمت في البرتغال قد حملت أكبر مفاجأة في تاريخ البطولة، فإن أوتو ريهاجل هو عقل تلك المفاجأة.

المدرب الألماني أوتو ريهاجل، هو الأجنبي الوحيد الذي نجح في قيادة منتخب أوروبي للقب, وكان ذلك في النسخة الاستثنائية التي توجت خلالها اليونان باليورو.

وفي فترة تألق فيها نجوم من أمثال راؤول جونزاليس وواين روني وفرانك لامبارد وتيري هنري وزين الدين زيدان ومايكل بالاك، ويلعب كريستيانو رونالدو ولويس فيجو على ملعبهما، كان يتوجب على منتخب متواضع مثل اليونان أن يستعين بعقل قوي يجعله قادرا على الخروج بصورة مشرفة في نهاية الدور الأول.

ريهاجل مدرب خبير ومحنك، قاد حلم اليونان المستحيل نحو اللقب الأوروبي قبل 17 عاماً، لكن قصته بدأت قبل ذلك، عندما نجح في قيادة فريق فورتونا دوسلدورف "غير المرشح" للقب كأس ألمانيا عام 1980.

ومنذ ذلك الحين، بدأت مسيرة المدرب الألماني، الذي تحول إلى فيردر بريمن فحقق معه 8 ألقاب دفعة واحدة في أفضل فترة للفريق، سميت لاحقا بـ"العهد الذهبي"، وذلك خلال الفترة من 1981 إلى 1995.

لكن ريهاجل فشل في تجربته مع فرق الصف الأول حين قاد بايرن ميونخ في موسم 1995-1996، حيث لم يتوج معه بأي لقب، ليعود سريعا لبوابة الصغار عبر قيادة كايزر سلاوترن في الفترة من 1996 إلى 2000، ليصعد به إلى البوندسليجا عام 1997 ثم يتوج باللقب في العام التالي.

المدرب الألماني نجح خلال مسيرته، في فرض أسلوب لعبه، الذي يعتمد على خنق المنافسين دفاعياً، مع الإيقاع القوي في اللعب، كما منح منتخب ألمانيا بطل العالم 1990 مجموعة من أهم اللاعبين، على رأسهم رودي فولر وكارل هاينز ريدل وماريو بازلر.

الخروج من الدور الأول في مجموعة ضمت إسبانيا والبرتغال المنظم، كان أمرا متوقعا لكتيبة المدرب أوتو ريهاجل، في نسخة 2004.

لكن اليونان باغتت البرتغال بفوز غير متوقع 2-1 في الافتتاح، بعدها تعادلت بشكل صعب أمام إسبانيا بهدف لكل فريق، ولم تؤثر الهزيمة 1-2 من روسيا في ختام دور المجموعات على تأهلها كوصيف في ختام دور المجموعات.

أوتو ريهاجل

لم تكن اليونان تحلم بأكثر من ذلك حتى وصلت إلى ربع النهائي لتجد نفسها في مواجهة فرنسا بقيادة زيدان وهنري، لكن أنجيلوس خاريستياس سجل هدفا برأسه، ليقود بلاده لنصف النهائي، حيث فازت 1-0 على التشيك بالهدف الفضي لتريانيوس ديلاس.

وفي المباراة النهائية، كررت اليونان الفوز على البرتغال صاحبة الأرض، بهدف سجله أنجيلوس خاريستياس، لتتوج باللقب وسط نحو 68 ألف متفرج.