المدرب العائد لفريقه القديم، ظاهرة تجلت خلال الصيف الحالي، وذلك عبر كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد وماسيميليانو أليجري رفقة يوفنتوس.

وقبل أنشيلوتي وأليجري، وخلال آخر عشر سنوات عاد الكثير من المدربين لقيادة فرقهم السابقة أبرزهم الاسكتلندي كيني دالجليش والبرتغالي جوزيه مورينيو والفرنسي زين الدين زيدان.

ويأمل ريال مدريد ويوفنتوس في نجاحهما خلال الموسم المقبل، والعودة للأمجاد مجددا عبر الاستعانة بمدربين سبق لهما تحقيق نجاحات كبيرة معهما.

أنشيلوتي في الفترة من 2013 إلى 2015، قاد ريال مدريد للتتويج بـ4 بطولات، وهي دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس ملك إسبانيا وكأس العالم للأندية.

بدوره، فإن أليجري بين 2014 و2019، قاد يوفنتوس للفوز بـ11 لقبا محليا، وهنا الحديث عن 5 بطولات للدوري الإيطالي و4 لكأس إيطاليا ولقبين للسوبر.

ولكن التاريخ يشير إلى أن التجارب الثانية للمدربين مع فرقهم السابقة لا تكون ناجحة في أغلب الأحيان مثل مثيلاتها الأولى، وهو ما يستعرضه التقرير التالي.

فترة الولاية الأولى لدالجليش مع ليفربول كانت من مايو/ أيار 1985 إلى فبراير/ شباط 1991.

وشهدت هذه الفترة، تحقيق ليفربول لـ3 ألقاب للدوري الإنجليزي ولقبين لكأس الاتحاد الإنجليزي و4 ألقاب للدرع الخيرية.

رحيل دالجيش في 1991 جاء بناء على رغبته الخاصة رغم أن فريقه كان متصدراً للدوري بفارق 3 نقاط عن أقرب ملاحقيه، وكان لا يزال يلعب في كأس إنجلترا، بينما أوروبياً كانت جميع أندية إنجلترا معاقبة بسبب كارثة ملعب "هيسيل".

وبعد سنوات، قرر أسطورة ليفربول الهجومية الذي سجل 172 هدفاً بقميص "الريدز"، العودة لتولي قيادة ليفربول من 8 يناير/ كانون الثاني 2011 إلى 16 مايو/أيار 2012.

لكن حين تنظر لفترة الولاية الثانية، فكان الإنجاز الوحيد هو الفوز بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في 2012.

وبناء على ذلك، قررت إدارة ليفربول في نهاية الموسم إقالة المدرب المخضرم بعدما احتل الفريق المركز الثامن في البريميرليج، كأسوأ ترتيب له منذ 1994.

قاد البرتغالي جوزيه مورينيو فريق تشيلسي في فترتين، الأولى من 2004 إلى 2007 والثانية من 2013 إلى 2015.

عودة مدرب مثل مورينيو بالتحديد لتشيلسي برئاسة رومان أبراموفيتش بدت غريبة للغاية، بسبب طبيعة شخصية الإثنين، حيث إن الأول لا يحب التدخلات ويطلب الاستجابة لمطالبه ولا يسمح بالنقد، والثاني متمرس على إقالة المدربين.

لكن ربما ما جعل المالك الروسي لتشيلسي يفكر في استعادة المو، هو تلك النجاحات الهائلة التي حققها الأخير في فترة الولاية الأولى، حيث قاد الفريق للتتويج بلقبين متتاليين للدوري الإنجليزي الممتاز، في شيء لم يحدث في ظل وجود مانشستر يونايتد بقيادة السير أليكس فيرجسون، بالإضافة للقب كأس إنجلترا وآخر للدرع الخيرية ولقبين لكأس الرابطة.

أما أوروبياً فالفريق تأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين ضد ليفربول وخسر 0-1 في 2005 وبركلات الترجيح في 2007، رغم أن تشيلسي كان متفوقاً بشدة على "الريدز" في الدوري خلال تلك الفترة.

لكن في الولاية الثانية، حقق تشيلسي لقبي الدوري وكأس الرابطة عام 2015، بينما خرج أوروبياً مرتين من أتلتيكو مدريد في نصف نهائي 2014 وضد باريس سان جيرمان في 2015 بقاعدة الهدف الاعتباري بعد التعادل 3-3 بمجموع المباراتين.

وجاءت النتائج الكارثية في موسم 2015-2016، ليقرر تشيلسي في منتصفه إقالة مدرب يعد من بين الأعظم في تاريخ النادي.

ما يجعل الولاية الثانية لزين الدين زيدان في ريال مدريد فاشلة، تلك النجاحات التي شهدتها فترة الولاية الأولى.

زيزو بين 2016 و2018، حقق مع ريال مدريد 3 ألقاب لدوري أبطال أوروبا ولقبا للدوري الإسباني، بالإضافة للقب للسوبر المحلي ولقبين للسوبر الأوروبي ومثلهما لكأس العالم للأندية بإجمالي 9 ألقاب.

على الجانب الآخر، لم يحقق زيزو أي نجاح أوروبي في فترة الولاية الثانية واكتفى بلقب للدوري وآخر للسوبر المحلي، قبل أن يقرر الرحيل عن الريال هذا الصيف، بسبب عدم تعاون الإدارة معه ورفضها للعديد من قراراته على عكس فترة الولاية الأولى التي قدمت فيها له كل الدعم أثناء تواجده على رأس الإدارة الفنية.