رغم إسدال الستار على يورو 2020 (الأحد) بتتويج منتخب إيطاليا وخسارة إنجلترا فإن "الأسود الثلاثة" لم يكن أبرز الخاسرين في البطولة.
البطولة الأوروبية امتلأت بالخاسرين بأشكال وطرق مختلفة، أبرزهم كان المنتخب الفرنسي ونجمه كيليان مبابي الذي لم يسجل أي هدف في اليورو، ولم تكن له أي بصمة تذكر.
وبعيداً عن مبابي فإن هناك نجوما آخرين وكذلك منتخبات ومدربين قد دخلوا في جملة الخاسرين، لكن بقدر أقل من أبطال العالم ونجمهم الأول.
كيليان مبابي ومنتخب فرنسا
كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي المرتبط بعقد مع فريق العاصمة ينتهي الصيف القادم، والراغب في الانتقال لريال مدريد، فشل في زيادة قيمته السوقية خلال اليورو.
مبابي على عكس كل التوقعات فشل في تسجيل أي هدف في 4 مباريات خاضها منتخب بلاده في اليورو، بالإضافة لإهدار ركلة ترجيح تسببت في خروج الديوك ضد سويسرا في ثمن النهائي.
مبابي مثل جزءا من فشل المنتخب الفرنسي بقيادة مدربه ديدييه ديشامب أحد أبرز الفاشلين في اليورو الحالي، بعدما فشل في استغلال كتيبة المهاجمين الفتاكة بقيادة أنطوان جريزمان وكريم بنزيما وأوليفيه جيرو وكينجسلي كومان ووسام بن يدر وماركوس تورام وقبلهم جميعاً مبابي، بالإضافة لنجوم آخرين مثل نجولو كانتي وبول بوجبا.
المنتخب الفرنسي بطل العالم قدم واحدة من أسوأ صوره على مدار اليورو، حيث كان الفوز الوحيد له على ألمانيا الذي كان بدورها يعاني في آخر مشاركة للمدرب يواخيم لوف، بعدها لم تحقق فرنسا أي انتصار في 3 مباريات بالتعادل 1-1 مع المجر ثم 2-2 مع البرتغال وأخيراً 3-3 مع سويسرا، قبل الخروج بركلات الترجيح.
منتخب ألمانيا
أنهت ألمانيا علاقتها مع يواخيم لوف بعد 16 سنة للمدير الفني السابق على رأس المسؤولية الفنية للمنتخب، في أسوأ مشاركة للمدرب في اليورو مع الماكينات.
لوف الذي تأهل لنهائي يورو 2008 ونصف نهائي 2012 و2016، خرج لأول مرة مع الماكينات من ثمن نهائي بطولة كبرى، وتواصلت أرقام الماكينات السلبية بتلقي أهداف في 9 لقاءات رسمية متتالية.
الفشل أضيف لسلسلة فشل ألمانيا في السنوات الأخيرة بعد الخروج من الدور الأول لبطولات كأس العالم 2018 ودوري أمم أوروبا في نسختي 2018-2019 و2020-2021.
توماس مولر
رغم عودة توماس مولر لمنتخب ألمانيا بعد غياب لعامين، فإن قرار يواخيم لوف بإعادة لاعب وسط هجوم بايرن ميونخ لم يحالفه فيه الصواب مثله مثل قرارات أخرى.
مولر فشل في تسجيل أي هدف في مشاركته الثالثة باليورو، وتجلى الفشل في لقطة الانفراد في نهاية لقاء إنجلترا حيث كان بإمكانه إعادة ألمانيا للحياة في الدقائق الأخيرة قبل أن تعزز إنجلترا النتيجة عبر هاري كين بعدها بلحظات.
مولر لم يقدم أي مردود إيجابي في البطولة سواء من حيث المجهود البدني أو صناعة الأهداف، ولم يستغل الفرصة الذهبية التي منحت له لترك بصمة مع الماكينات يثبت به أقدامه مجددا بعد العودة في البطولة القارية.
ألفارو موراتا
ألفارو موراتا مهاجم منتخب إسبانيا عانى على مدار البطولة من انتقادات حادة وفشل في استخدام موقعه كمهاجم الماتادور الأول في اليورو.
تعرض لاعب يوفنتوس المعار لأتلتيكو مدريد لصيحات استهجان من الجماهير في ملعب لاكارتوخا بإشبيلية بعدما أهدر فرصة ذهبية أمام المرمى خلال التعادل السلبي مع السويد في بداية مشوار إسبانيا في يورو 2020.
أداءات موراتا أجبرت مدربه لويس إنريكي على منح الفرصة لمجموعة من النجوم الشباب لحل الشفرة الهجومية التي كانت كفيلة حال تم حلها بقيادة إسبانيا لنهائي اليورو وربما التتويج باللقب لو هناك مهاجم كبير في الفرريق.
في النهاية، أهدر موراتا ركلة جزاء في ركلات الترجيح ضد إيطاليا أنهت بشكل سلبي مسيرته في اليورو رغم نجاحه في تسجيل هدف التعادل في المباراة بعد نزوله كبديل.
منتخب هولندا
منتخب هولندا قدم مباريات رائعة في الدور الأول ونجح مع بلجيكا وإيطاليا فقط في تحقيق 3 انتصارات في مرحلة المجموعات.
لكن الطواحين، التي غاب عنها القائد فيرجيل فان دايك، قد خرجت بشكل مباغت وغير متوقع من ثمن النهائي ضد التشيك، بسبب التعامل السلبي من المدرب فرانك دي بوير مع المباراة بعد طرد ماتياس دي ليخت.
هولندا فشلت في استخدام مجموعة من النجوم على رأسهم ثنائي برشلونة ممفيس ديباي وفرينكي دي يونج بالإضافة لدي ليخت، وتأثرت الطواحين في اليورو بغياب مهم للثنائي فان ديك وجوني فان دي بيك، بسبب رغبة الأول وعدم جاهزية الثاني.
المنتخب البرتقالي فشل في استغلال النتائج الجيدة التي حققها في النسخة الأول لدوري أمم أوروبا 2018-2019 الذي تأهل فيه للنهائي في مجموعة ضمت فرنسا وألمانيا قبل أن يهزم إنجلترا في نصف النهائي.
جاريث بيل
مثلت يورو 2020 فرصة سانحة لجاريث بيل نجم ريال مدريد ومنتخب ويلز الذي توارى عن الأضواء في السنوات الأخيرة بسبب تراجع مستواه، للظهور بشكل جيد، مستنداً على ما قدمه في يورو 2016 التي قاد فيها بلاده لنصف نهائي تاريخي.
لكن ويلز خرجت بشكل مهين ضد الدنمارك في ثمن النهائي برباعية دون رد، رغم أن طريق الفريق البريطاني نظريا كان يهيئ له التأهل لنصف النهائي لو تجاوز أحفاد الفايكينج ثم التشيك.
بيل كان بإمكانه العودة للضوء من جديد ورفع سعره في ريال مدريد حال قرر بيعه، لو قدم أداءات قوية، خاصة أنه حتى عند انتقاله لتوتنهام هوتسبير لم يظهر بالشكل المنتظر، لكن ذلك لم يحدث، ليخرج من يورو 2020 ضمن الخاسرين.
هاري كين
فشل هاري كين في استغلال وضعية مثالية لحفر اسمه في متحف كرة القدم الإنجليزية، حيث سجل 4 أهداف لكنه فشل في التتويج بلقب هداف البطولة بفارق هدف عن كريستيانو رونالدو قائد البرتغال، رغم إقامة 6 من 7 مباريات للأسود الثلاثة على ملعب ويمبلي.
وتواصل فشل كين في التتويج بالبطولات، فرغم التأهل للنهائي فإن عادة خسارة النهائيات لم تفارقه، ليضيع فرصة ذهبية لتحقيق الحلم الذي يسعى إليه بالصعود إلى منصات التتويج وحصد الألقاب.