فاز ريال مدريد على غريمه برشلونة في ملعب الأخير "كامب نو" في الجولة التاسعة من الدوري الإسباني، ليستعيد الصدارة برصيد 20 نقطة.
وبدأ برشلونة "صاحب الأرض" المباراة بتشكيل لا يحمل مفاجآت، حيث قرر المدرب الهولندي رونالد كومان الاعتماد على فكرته الجديدة باللعب بالظهير سيرجينو ديست كجناح وخلفه أوسكار مينجويزا معتمدا على طريقته التقليدية 4-3-3.
أما ريال مدريد، بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، فقرر الاعتماد على نفس تشكيل مباراة شاختار الأوكراني، والتي فاز بها الفريق الملكي بخماسية خارج دياره في دوري أبطال أوروبا، واستمر البرازيلي الشاب رودريجو في الخط الهجومي بجوار مواطنه فينيسيوس جونيور والفرنسي كريم بنزيما، والإبقاء على البلجيكي إيدين هازارد على دكة البدلاء.
يمكن تقسيم الشوط الأول إلى 3 أجزاء، كل جزء في ربع ساعة، ففي الربع الأول غابت الفرص والفاعلية لكلا الفريقين، وإن كان برشلونة قد استحوذ على الكرة بشكل أكبر.
وفي الربع الثاني بدأت الهجمات، وتحديدا في الدقيقة 20، عندما توغل نجم الشوط الأول فينيسيوس جونيور من الجبهة اليمني لبرشلونة، وراوغ مينجويزا والمدافع إيريك جارسيا، وسقط داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم لم يحسب له شيئا بعدما عاد للفار.
ماذا أضعت يا ديست؟
وحاول برشلونة اللعب على مصيدة التسلل عن طريق تقديم خط الدفاع لتقريب خطوط الفريق والحد من مهارة فينيسيوس، ونجحت الفكرة في الدقيقة 23، عندما وقع البرازيلي الطائر في التسلل وهو منفرد بالحارس تير شتيجن، لكن هذا النجاح لم يستمر كثيرا.
بعدها بدقيقة، أضاع ديست أسهل فرص المباراة عندما انفرد بحارس ريال مدريد، تيبو كورتوا، في كرة أشبه بركلة جزاء متحركة، وضعها بغرابة خارج المرمى، بعد تمريرة سحرية من الهولندي ممفيس ديباي.
فينيسوس رجل الشوط الأول
وفي الجزء الأخير من الشوط الأول قرر الريال معاقبة برشلونة بسلاح الهجمة المرتدة الذي برع فيه فينيسيوس طوال الشوط.
وفي الدقيقة 32، قاد المدافع ديفيد ألابا الهجمة المرتدة، حيث انطلق بالكرة من الخط الخلفي ومررها لفينيسيوس، ثم استمر في التقدم، حتى وصل لحدود منطقة الجزاء، وقتها كان فينيسيوس مرر الكرة لرودريجو الذي لم يتردد في إعادتها لصاحب الانطلاقة الأولى ألابا، والذي سدد من خارج منطقة الجزاء محرزا الهدف الأول في الدقيقة 32.
وغاب النجم الشاب أنسو فاتي عن الشوط الأول، بعدما وضعت جماهير برشلونة آمالا كبيرة عليه، لتعويض غياب الراحل ميسي.
ومع نهاية الشوط الأول، اتضح لكومان أن فكرته الجديدة عن اللعب بديست كجناح وخلفه مينجويزا كظهير لم تنجح، وتسيد فينيسيوس هذه الجبهة معتمدا على سرعته وسلاح الهجمات المرتدة.
تبديل عاجل
بدأ الشوط الثاني بتغيير عاجل من كومان بنزول البرازيلي كوتينيو بدلا من مينجويزا، وعودة ديست لمركز الظهير أملا في الحد من سرعة نجم الشوط الأول فينيسيوس، رجل الهجمة المرتدة.
بدأ برشلونة النصف الثاني ضاغطا على مناطق ريال مدريد أملا في إدراك التعادل مبكرا، لكن مع نهاية الربع ساعة الأولى من الشوط الثاني كاد فينيسيوس وبنزيما أن يسجلا من جديد في مرمى برشلونة، لولا فدائية ديست وتألق تير شتيجن.
مع انتصاف الشوط الثاني، كان الريال قد سيطر على المباراة أكثر، وأثبت للجميع أنه الطرف الأفضل في ملعب كامب نو، وبدأ أنشيلوتي في تأمين الوسط من خلال الدفع بالأوروجواياني فالفيردي بدلا من رودريجو، في تغيير حاول من خلاله أنشيلوتي تأمين النتيجة عن طريق اللعب 4-٤-٢.
فاتي الحاضر الغائب
في الدقيقة 71 أضاع بنزيما انفرادا تاما بغرابة شديدة، بعدما كان وجها لوجه أمام الحارس تير شتيجن، داخل منطقة الجزاء، بعد عرضية من فينيسيوس.
وفي الدقيقة ٧٣ خرج الحاضر الغائب فاتي، ودفع كومان بالمهاجم المخضرم سيرجيو أجويرو، من أجل إدراك التعادل على الأقل.
وحاول برشلونة في آخر 10 دقائق المجازفة بكل أوراقه الهجومية، من خلال الدفع بلوك دي يونج بدلا من جافي، ليشكل رباعيا هجوميا بجوار ديباي وكوتينيو وأجويرو.
وحاول أجويرو في الدقيقة 83 إحراز التعادل من ضربة رأس، لكنها خرجت بعيدة عن المرمى.
وفي الدقيقة 94 قرر لوكاس فاسكيز القضاء على كل أحلام برشلونة في العودة محرزا الهدف الثاني، لريال مدريد بعد هجمة مرتدة قادها البديل ماركو أسينسيو.
وحفظ أجويرو ماء وجه برشلونة، بعدما أحرز هدفا في الدقيقة 97 من عرضية ديست، لكنه لم يكن كافيا للعودة، لينتصر ريال مدريد بجدارة ويستعيد صدارة الدوري.