يلقي منتخب تونس لكرة القدم، مساء الثلاثاء، بكل ثقله على الأرض، استعدادا لمواجهة نظيره الزامبي في مباراة حاسمة ومصيرية ضمن الجولة السادسة والأخيرة من الدور الرئيسي لتصفيات كأس العالم 2022.

وسيكون منتخب نسور قرطاج، متصدر المجموعة الثانية في التصفيات الإفريقية برصيد 10 نقاط وبفارق الأهداف عن منتخب غينيا الاستوائية، مطالبا بالانتصار على ضيفه منتخب زامبيا، حتى يعبر للدور الثالث والأخير من التصفيات وتفادي السيناريو الكارثي، وهو الخروج المبكر وضياع حلم مشاركة المونديال السادسة في تاريخه.

وأنهى المنتخب التونسي، مساء الاثنين، تحضيراته لمواجهة زامبيا، الثلاثاء، على ملعب رادس الأولمبي، وشهدت التدريبات انضمام مهاجم نادي "ستاندار دي لياج" البلجيكي حمزة رفيع، الذي وجه له الجهاز الفني الدعوة لتعزيز صفوف المجموعة، بعد أن أحس بعض اللاعبين بآلام، عقب المقابلة الأخيرة في غينيا الاستوائية.

وقبيل المواجهة المصيرية أمام زامبيا التي فقدت كل آمالها في حجز بطاقة الدور الثالث والأخير، تترقب الأوساط الكروية بتونس تحت وطأة الخوف، نظرا إلى الأداء المتواضع للمنتخب الذي عجز السبت الماضي أمام غينيا الاستوائية عن العودة بنقطة التعادل التي كانت تكفيه لضمان التأهل قبل جولة واحدة من نهاية مشوار الدور الثاني وتكبد هزيمة (0 ـ 1) أربكت حساباته في طريق مطاردة بطاقة النهائيات العالمية.

وشنت وسائل الإعلام التونسية حملة انتقادات واسعة ضد اللاعبين والمدرب واتحاد الكرة، بسبب تراجع النتائج والمستوى في آخر في آخر مباراتين من التصفيات، إذ لم يجن "النسور" سوى نقطة يتيمة من أصل ست ممكنة، مما جعل المخاوف تتزايد بشأن قدرة تونس على المنافسة على إحدى البطاقات الخمس للقارة الإفريقية في كأس العالم.

وهاجمت صحيفة "الشروق" أداء منتخب تونس في المباراة التي تلقى فيها هزيمة قاسية أمام غينيا الاستوائية، يوم السبت، محملة مسؤولية ما اعتبرته "خيبة أمل وحيرة كبرى" للمدرب الأول للمنتخب المنذر الكبير بدرجة أولى وللاعبين بدرجة ثانية.

ونقلت الشروق أن "مشجعي المنتخب التونسي يطالبون اتحاد الكرة بوضع حد لحالة التراجع المريب في مستوى ونتائج المنتخب الأول، ولعل الخطوة الأولى في تصحيح مسار نسور قرطاج هي إقالة الجهاز الفني بقيادة المنذر الكبير الذي عجز حتى الآن عن تحقيق نتائج تعكس تطور مستوى الكرة التونسية ومدى جاهزيتها لمنافسة عمالقة منتخبات القارة السمراء والوصول لمونديال 2022."

وطالبت الصحيفة في عددها ليوم الثلاثاء اللاعبين والجهاز الفني بالانتصار ورد الاعتبار من أجل إرضاء الجماهير المتعطشة للفرحة، كما طالبت المدرب المنذر الكبير بمراجعة خياراته الفنية والتكتيكية من أجل تحقيق الفوز وتجنب سيناريو الإقصاء المبكر.

بدورها، انتقدت صحيفة "لابريس" أداء منتخب "النسور"، وقالت إن الوقت حان ليقف الجميع أمام مسؤولياتهم وواجباتهم إزاء الكرة التونسية التي تستحق مكانة أفضل بكثير مما هي عليه الآن.

وخصصت "لابريس" حيزا كبيرا من صفحاتها للحديث عن وقع الهزيمة المدوية أمام غينيا الاستوائية وتداعياتها المقبلة، كما شنت حملة انتقادات لاذعة ضد الجهاز الفني واللاعبين وطالبت بالتدارك وتبديد الشكوك.

وأعربت الجماهير التونسية عن خيبة أملها وصدمتها عقب الهزيمة أمام منتخب يحتل مرتبة متأخرة جدا في تصنيف الفيفا.

وطالب مشجعون لمنتخب تونس، اتحاد الكرة باتخاذ الإجراءات الضرورية ودعوة المدرب واللاعبين للتحلي بالجدية قبل فوات الأوان وتلاشي حلم التأهل لنهائيات كأس العالم.

وقال المدرب، المنذر الكبير، في تصريحات لوسائل الإعلام قبل مواجهة الثلاثاء، إن منتخب تونس يملك مصيره بين يديه، لأنه لا مناص عن الفوز لضمان العبور، مشددا على أنه يدرك مع لاعبيه تطلعات الجماهير وانتظاراتها، "نسعى للتدارك وتحقيق الفوز، نتحلى بالثقة لأجل ذلك الهدف".

وتابع الكبير أن "عزيمة اللاعبين ستكون سلاحنا في هذه المباراة للخروج بنقاط الفوز والحفاظ على صدارة المجموعة قبل خوض الدور الحاسم".

وسبق لتونس أن واجهت زامبيا في ثماني مناسبات، كانت خلالها السيطرة واضحة لنسور قرطاج الذين حققوا الفوز في خمس مناسبات وانهزموا مرة واحدة فيما حسم التعادل مواجهتين اثنتين.

وتتصدر تونس ترتيب المجموعة الثانية من التصفيات الإفريقية برصيد 10 نقاط بالتساوي مع غينيا الاستوائية، لكنها تتفوق بفارق الأهداف، ويتعين عليها الفوز على زامبيا للتأهل للدور الأخير أو التعادل مع عدم فوز غينيا الاستوائية على موريتانيا، يوم الثلاثاء، لحساب المجموعة ذاتها.

وضمنت منتخبات مصر والمغرب والكونغو الديمقراطية ومالي والسينغال وغانا تأهلها للدور الحاسم، فيما سيتم التعرف الثلاثاء على المنتخبات الأربعة الأخرى التي ستخوض الدور الحاسم.

وتشارك في الدور الأخير 10 منتخبات إفريقية، على أن تتأهل خمسة منتخبات للنهائيات كأس العالم 2022 في أعقاب 5 مباريات بنظام الذهاب والإياب.