الحرةينوي مدرب منتخب الجزائر، جمال بلماضي، استعادة موقع "محاربي الصحراء" في كأس العالم لكرة القدم، عندما يواجهون الكاميرون في مباراتين فاصلتين الجمعة في دوالا والثلاثاء في البليدة ضمن تصفيات مونديال 2022، رغم شكوك حول تشكيلة أخفقت بالدفاع عن لقبها في كأس أمم أفريقيا الأخيرة إثر خروج مدو من دور المجموعات.
شاركت الجزائر أربع مرات في كأس العالم أعوام 1982، 1986، 2010 و2014 عندما بلغت دور الـ16 وخسرت بعد التمديد أمام ألمانيا التي أحرزت اللقب لاحقا، علما أنها حققت مفاجأة مدوية في نسخة 1982 عندما فازت مع نجميها رابح ماجر ولخضر بلومي في دور المجموعات على ألمانيا الغربية التي كانت تعج بالنجوم وحلت وصيفة.
قادها بلماضي الذي يتميز بشخصيته العنيدة، بعد أعوام عجاف، للفوز بكأس أمم أفريقيا 2019، وذلك للمرة الثانية بعد 1990. لكن سرعان ما عاد المدرب البالغ 45 عاما إلى أرض الواقع بتعرضه لانتقادات شديدة وتشكيك في قدراته، عقب خروج الجزائر من دور المجموعات في النسخة الأخيرة من البطولة القارية في الكاميرون تحديداً، بعدما كانت أبرز المرشحين للاحتفاظ باللقب.
رفض بلماضي التشكيك بخياراته على خلفية استبعاده بعض الأسماء واستدعاء آخرين وأكّد الأحد الماضي أن تأهل الجزائر إلى العرس الكروي سيكون "حصيلة ثلاثة أعوام من العمل"، بحسب فرانس برس.
قال بلماضي الذي تسلم مهامه الفنية في أغسطس 2018 إن "الهدف هو حسم التأهل إلى المونديال لكي ننسى بعض المشكلات التي حدثت لنا في كأس إفريقيا".
استبعاد بونجاح واستدعاء قديورةاستغنى لاعب وسط مرسيليا الفرنسي وساوثمبتون الإنكليزي السابق عن مهاجمه الأول لعدة سنوات بغداد بونجاح (30 عاما)، صاحب 24 هدفا في 57 مباراة دولية، واستبدل مهاجم السد القطري بمهاجم نادي الوكرة القطري المخضرم محمد بن يطو (32 عاما)، الذي يدخل التشكيلة لأول مرة. كما استبعد مهاجم وست هام الإنكليزي سعيد بن رحمة ولاعب وسط الريان القطري ياسين براهيمي.
استدعى مجددا المخضرم عدلان قديورة (36 عاما) متوسط ميدان بورتن ألبيون من الدرجة الإنكليزية الثالثة، ومعه مهاجم هرتا برلين إسحاق بلفوضيل (30 عاما) الغائب عن المنتخب منذ 2018.
كشف بلماضي عن الأسباب التي دفعته لتوجيه الدعوة لقديورة رغم تقدمه في السن "يملك إمكانات كبيرة وخبرة مع المنتخب الوطني. ينشر الأخوة بين اللاعبين. الإصابة هي من أبعدته عن المنتخب فقط سابقا".
وعن الإضافة المرجوة التي سيقدمها "الدبابة"، قال بلماضي: "كأس العالم هي هدفنا الرسمي ولهذا أعدت قديورة لأني احتاجه في الدور الفاصل" وهو "يصنع الفارق خاصة في الصراعات الفردية".
أهمية محرز وبلايليوعن الأسباب التي دفعته لاستدعاء بن يطو قال "هو يتألق منذ ثلاثة مواسم، من خلال التهديف وإبراز فعاليته أمام المرمى، وهذا ما نبحث عنه".
وتابع معللا قراره "رأيت أنه يملك فعالية، ويُحسن التعامل أمام خطوط دفاعية قوية، لذا أعتبر أنه استحق هذه الدعوة".
كما أكد استعداد مهاجم الخضر سفيان فيغولي للدور الفاصل وتطرق لموضوع الإصابة الأخيرة التي لحقت بـ "المحارب" قائلا: "أصيب فيغولي وخرج من قائمة فريقه التركي مؤخراً. لكن أؤكد أنه جاهز لمباراتنا أمام الكاميرون وعن إمكانية اللعب من عدمه، سنقرّر في الوقت المناسب".
وتحدث بلماضي عن الوافد الجديد المدافع يوسف لعوافي "قبل استدعاء لعوافي درست إمكانات اللاعب جيدا. تكون بشكل جيد وأصبح يلعب في مركز الظهير الأيسر ونقطة قوته أنه يستطيع اللعب في مراكز أخرى".
وأبرز الناخب الوطني الأسباب التي دفعته لتوجيه الدعوة من جديد لاسحاق بلفوضيل لاعب إنتر الإيطالي السابق، مؤكدا ثقته في إمكاناته وأن "لديه الكثير لتقديمه للمنتخب الوطني، كان واعداً مع مدرسة ليون، وتمت مقارنته ببنزيمة في بداياته".
وأردف قائلا: "كان قادرا على التواجد معنا في كأس أمم إفريقيا 2019، لكن لسوء الحظ تعرض لإصابة".
وفيما أبدى بلماضي ثقته الكبيرة في إمكانية الثنائي رياض محرز (مانشستر سيتي الإنكليزي) ويوسف بلايلي (بريست الفرنسي)، أضاف "الجميع مستعد للموت من أجل التأهل لكأس العالم، شعرت برغبة لديهم، وبعض اللاعبين يريدون إنهاء مشوارهم بالمشاركة في المونديال".
مباراة الإياب بيتيةويحضر بلماضي "منذ أشهر" لهذه المناسبة، وتطرق إلى قوة المنتخب الكاميروني الذي حل ثالثا في كأس أمم إفريقيا والذي "يملك لاعبين ممتازين، وهو منتخب قويّ والجميع تابعه. يملك طريقة لعب جيّدة وخاصة به".
وأضاف: "رغم تغيير الطاقم الفني لمنتخب الكاميرون، لكن لا أتوقع أنهم سيبدلون طريقة لعبهم في أربعة أيام" مشيرا إلى تعيين الدولي السابق ريغوبير سونغ مدرباً جديداً للـ "أسود غير المروضة" بدلاً من البرتغالي توني كونسيساو.
وأبرز بلماضي أهمية مباراة الإياب في الجزائر في 29 الشهر الحالي على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بحضور الجمهور، وعزمه برفقة لاعبيه على الثأر لأنفسهم في الذهاب على ملعب "جابوما" في دوالا في 25 الحالي، مستغلا معرفتهم الجيدة لهذا الملعب حيث خاض منتخب الجزائر ثلاث مباريات قبل حوالي شهرين ضمن نهائيات كأس أمم إفريقيا.