الطفل المصاب بالتوحد، أو اضطراب طيف التوحد (ASD)، يرى العالم بشكل مختلف تمامًا عن الطفل العادي، بسبب التغيرات في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات.

ويؤثر التوحد على الطريقة التي يتفاعل بها الطفل مع محيطه مع الآخرين، وكذلك طريقة معالجته للبيانات الحسية.

أولاً كيف يتعامل الطفل المتوحد مع العالم؟

يتعامل الطفل المتوحد مع هذا العالم بشكل مختلف عن الطفل العادي وهذا عن طريق عدة عوامل:

الحساسية المفرطة أو المتدنية للمحفزات الحسية

  • حساسية عالية: قد يكون الطفل المتوحد حساسًا جدًا للأصوات أو الأضواء الساطعة أو اللمس أو الروائح. قد يبدو أنه يواجه صعوبة في تحمل الضوضاء العالية أو اللمسات الخفيفة, على سبيل المثال، قد يشعر بألم شديد أو ضيق عند سماع أصوات عادية مثل صوت مكنسة كهربائية أو صفارات سيارات.

  • حساسية منخفضة: من ناحية أخرى، قد يعاني البعض من انخفاض في الحساسية الحسية. على سبيل المثال، قد لا يشعر الطفل بالألم أو لا يستجيب للأصوات أو الأضواء كما يفعل الأطفال الآخرون.

التعامل مع المعلومات الحسية

  • الدماغ قد يعالج المعلومات الحسية بشكل غير منظم أو غير متسق. لذلك، قد يعاني الطفل من صعوبة في التمييز بين المحفزات المختلفة أو قد ينغمس في تحفيز واحد لفترة طويلة، مثل التركيز على صوت مروحة أو التفحص المبالغ فيه لشيء معين.

التركيز على التفاصيل بدلاً من الصورة الكلية

  • قد يميل الطفل المتوحد إلى التركيز على تفاصيل صغيرة جدًا، مثل شكل معين في نمط أرضية أو حتى الأزرار في قميص، بدلاً من ملاحظة الصورة الأكبر. يمكن أن يشعر هذا الطفل بالإرهاق من التفاصيل أو يكون مهووسًا بها.

التفاعل الاجتماعي واللغة

  • يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في فهم تلميحات التواصل غير اللفظي مثل تعبيرات الوجه، الإيماءات، أو نبرة الصوت. قد يواجهون صعوبة في فهم المشاعر والأفكار التي يحاول الآخرون إيصالها.

  • التفاعل الاجتماعي قد يبدو مربكًا، لأن الطفل قد لا يعرف كيف يتعامل مع الحركات الاجتماعية مثل التبادل البسيط في الحديث أو التعبير عن مشاعره بطريقة مناسبة.

العواطف والتعبير عنها

  • الأطفال المصابون بالتوحد قد يواجهون صعوبة في التعبير عن عواطفهم أو فهم مشاعر الآخرين. قد يظهرون فرحًا أو حزناً بطريقة غير تقليدية أو يبدون غير متفاعلين مع المواقف الاجتماعية.

التفاعل مع الأشخاص

  • يمكن أن يفضل الطفل المتوحد أن يكون بمفرده ويشعر بالراحة أكثر في بيئة هادئة وغير مزدحمة. من الممكن أن يواجه صعوبة في بناء علاقات اجتماعية طبيعية مع الآخرين، مما يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي أو عدم الاستجابة للمحفزات الاجتماعية.

الروتين والتمسك به

  • غالبًا ما يشعر الأطفال المصابون بالتوحد بالراحة في روتين ثابت، وقد يشعرون بالقلق أو الانزعاج إذا تم تغييره بشكل مفاجئ. هذا يجعلهم يواجهون صعوبة في التكيف مع التغيرات اليومية مثل تغيير الأماكن أو الأنشطة.

الخيال واللعب

  • بعض الأطفال المتوحدين قد يظهرون اهتمامًا أقل بالألعاب التخيلية أو التفاعل مع الآخرين في الألعاب الجماعية. وقد يميلون إلى اللعب بأنشطة فردية أو قد يتمتعون بنمط خاص في اللعب مثل ترتيب الأشياء أو تدويرها.

ثانياً كيف يمكنك دعم الطفل المتوحد؟

  • تقديم بيئة هادئة: تقليل المثيرات مثل الأصوات المرتفعة أو الأضواء الساطعة.
  • الروتين الثابت: توفير بيئة منظمة بها روتين يومي يمكن التنبؤ به.
  • استخدام وسائل تواصل متنوعة: مثل الصور أو اللوحات التوضيحية لشرح الأمور، بدلاً من الاعتماد الكامل على الكلمات.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية: توفير فرص لتعلم التفاعل الاجتماعي من خلال الأنشطة الموجهة.
  • التعاطف والفهم: من خلال فهم التحديات الحسية والعاطفية التي يواجهها الطفل، يمكن تقديم الدعم العاطفي بشكل أفضل.

كل طفل متوحد له خصائصه الخاصة، لذلك يحتاج إلى نهج مخصص يساعده على التكيف والتفاعل مع العالم من حوله بشكل إيجابي.