من الأفضل أن تسمح لنفسك بالعطس بشكل طبيعي، وتغطية فمك وأنفك بمنديل أو الالتفاف بمرفقك للمساعدة في منع انتشار الجراثيم.
بمُجرد أن تشعر بتلك الدغدغة في أنفك، ستعلم أنه لا يوجد مجال للعودة إلى الوراء، يُمكن أن يصيبك العطس أحيانًا في أسوأ اللحظات الممكنة.
ومن المفهوم أن ترغب في إيقاف العطس حتى لا تنشر الجراثيم، لكن كبحه قد يسبب في الواقع ضررًا أكثر من نفعه.
"بينما يلعب العطس دورًا رئيسيًا في انتشار العدوى، فمن الضروري أيضًا إزالة المُهيجات والمواد المسببة للحساسية وغيرها من اضرار الجيوب الأنفية"، كما يقول أخصائي الحساسية والمناعة السريرية، ديفون بريستون، "إذا لم نعطس، فإن أجسامنا يمكن أن تسمح للمواد التي قد تكون ضارة بالدخول إلى الجيوب الأنفية أو الرئتين".
يشرح الدكتور بريستون الأسباب التي تدفعك إلى عدم حبس العطس، وما الذي يجب عليك فعله بدلاً من ذلك.
هل التحكم في العطس مضر؟
يقول الدكتور بريستون: "على الرغم من أن نواياك قد تكون جيدة، إلا أنه يجب عليك تجنب حبس العطس، يُمكننا قضاء أيام في شرح الفيزياء والرياضيات وديناميكيات العطسة، لكننا لن نفعل ذلك معك، سنقول هذا: يُمكن للعطسة أن تنتقل بسرعة تزيد عن 70 ميلاً في الساعة، بقوة لا تصدق وراءها، ولهذا السبب فإن حبس العطس يمكن أن يؤدي إلى جميع أنواع النتائج الضارة".
ماذا يمكن أن يحدث إذا كتمت العطس؟
فكر في العودة إلى آخر مرة عطست فيها، في كثير من الأحيان، يبدو الأمر وكأن رأسك يدور لثانية واحدة بسبب مدى سرعة حدوث ذلك، عندما تعطس، يطلق جسمك دفعة قوية من الهواء عبر أنفك وفمك لطرد المهيجات أو الجزيئات الخارجية.
ولكن إذا حاولت كبت العطس أو حبسه، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى مشكلات مختلفة، بما في ذلك:
1- تلف طبلة الأذن
يُمكن للضغط الناتج عن حبس العطس أن يدفع الهواء والمخاط إلى قناة استاكيوس، التي تربط الجزء الخلفي من أنفك بمنتصف أذنك "تفتح هذه الأنابيب عند البلع أو العطس حتى لا يتراكم ضغط الهواء أو السوائل في أذنيك"، لكن حبس العطس يخلق ضغطًا يمكن أن يسبب ضررًا لطبلة الأذن أو يؤدي إلى التهابات الأذن.
يحذر الدكتور بريستون من أن "دفع المخاط المصاب مرة أخرى إلى قناة استاكيوس يمكن أن يسبب التهاب الأذن الوسطى"، يمكن أن تؤدي التهابات الأذن الوسطى إلى حدوث ثقوب في طبلة الأذن وتتطلب هذه الثقوب عادةً إصلاحًا جراحيًا.
2- مشاكل الجيوب الأنفية
العطس هو مُجرد طريقة جسمك لطرد المواد غير المرغوب فيها من نظامه، ولسبب وجيه! يمكن أن يؤدي قمع العطس إلى دفع المخاط والمواد المُهيجة إلى الجيوب الأنفية، مما قد يؤدي إلى ألم الجيوب الأنفية والاحتقان وحتى التهابات الجيوب الأنفية.
3- زيادة الضغط داخل عينيك
يمكن أن يؤدي حبس العطس إلى زيادة ضغط العين بشكل مؤقت "الضغط داخل عينيك" في حين أن هذا عادة لا يكون ضارًا بالنسبة لمعظم الناس، إلا أنه قد يسبب مشاكل للأفراد الذين يعانون من أمراض معينة في العين مثل الجلوكوما.
4- تمزق الأوعية الدموية
في الحالات القصوى، يمكن أن يؤدي حبس العطس بالقوة إلى تمزق الأوعية الدموية في الرأس أو الرقبة، وذلك لأنه عندما تحبس العطس، فإن الضغط الذي يتم إطلاقه عادة من خلال أنفك وفمك يقع في فخ الجهاز التنفسي.
هل يمكن أن يقتلك حبس العطس؟
في حين أن هناك بعض العواقب السلبية المعروفة لحبس العطس، إلا أنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالات وفاة بسبب حبس العطس.
هل هناك طرق لوقف العطس؟
قد يكون إيقاف العطس أمرًا صعبًا، خاصةً إذا كان سببه مهيجات مثل الغبار أو حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات الأليفة "إذا كنت تعاني من الحساسية الموسمية، فأنت تعرف ما نتحدث عنه".
ولكن هناك بعض الطرق التي يمكنك تجربتها لتخفيف الرغبة في العطس بأمان:
1- تجنب المحفزات: حدد وتجنب المُحفزات التي تسبب لك العطس، مثل المواد المُسببة للحساسية أو الروائح القوية.
2- تغيير بيئتك: إذا تعرضت لأحد المُحفزات، فحاول تغيير بيئتك بالانتقال إلى غرفة مختلفة أو الخروج لاستنشاق الهواء النقي.
3- استخدم بخاخات الأنف: يُمكن أن تساعد بخاخات الأنف المتاحة دون وصفة طبية، مثل بخاخات المياه المالحة، على ترطيب الممرات الأنفية وتقليل التهيج، مما قد يقلل من تكرار العطس.
4- مضادات الهيستامين: يُمكن أن تساعد أدوية مضادات الهيستامين في تقليل العطس الناتج عن الحساسية. أنها تمنع إطلاق الهيستامين، وهي مادة كيميائية تسبب الحساسية.
5- حافظ على رطوبة جسمك: اشرب الكثير من السوائل للحفاظ على رطوبة الممرات الأنفية، مما قد يساعد في تقليل التهيج والعطس.
6- استخدم جهاز ترطيب: إضافة الرطوبة إلى الهواء باستخدام جهاز ترطيب يمكن أن يساعد في تخفيف جفاف الممرات الأنفية، مما يقلل من احتمالية العطس.
7- جرب تقنيات التنفس: يمكن أن تساعد تمارين التنفس العميق أو تقنيات مثل التنفس بزم الشفاه أو أخذ نفس عميق بطيء أو حتى الطنين على تهدئة استجابة الجسم للمهيجات وتقليل الرغبة في العطس.
فوائد العطس
على الرغم من أنها تفاجئك، إلا أن عطاسك يفيد صحتك كثيرًا، "قد يعطس بعض الناس بسبب الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية، إذا لم تعطس، يمكن أن يتراكم المخاط ويجبر على العودة إلى قناة استاكيوس.
كيفية تغطية العطس
بما أننا جميعًا نريد أن نبذل جهدًا واعيًا لوقف انتشار أمراض الجهاز التنفسي، فقد تخاف من إطلاق تلك العطسات القوية، لكن لا تمنع جسمك من القيام بعمله، فقط تأكد من تغطية فمك وأنفك أثناء قنابل العطس بمنديل أو عن طريق العطس في مرفقك، تأكد أيضًا من غسل يديك جيدًا ومسح الأسطح القريبة بمجرد انتهاء جلسات العطس.