شهد العقد الماضي طفرة هائلة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبات هذا الأخير يشكل ركيزة أساسية في العديد من القطاعات، بما في ذلك السياحة والسفر، فبعد أن ألقينا الضوء في مقال سابق على دور الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية، ننتقل الآن لاستكشاف تطبيقاته المتعددة في عالم السياحة، والتي باتت تشكل قيمة مضافة للشركات السياحية والمسافرين على حد سواء.

ما هو تخصص الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الكمبيوتر يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات الذهنية البشرية، مثل التعلم والاستدلال وحل المشكلات واتخاذ القرارات، حيث يتجاوز الذكاء الاصطناعي مجرد معالجة البيانات، بل يتطلع إلى فهم العالم من حولنا والتفاعل معه بطريقة ذكية، وتتنوع تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير بدءا من المساعدين الشخصيين الرقميين والسيارات ذاتية القيادة وحتى التشخيص الطبي وتطوير الأدوية.

دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز السياحة

يشهد قطاع السياحة والسفر تطورات تكنولوجية متسارعة، حيث بات الذكاء الاصطناعي يلعب دورا محوريا في تحسين تجربة المسافرين وتبسيط العمليات التشغيلية، إليك خمس فوائد رئيسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال:

تخصيص تجربة السفر

يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل سجلات البحث والحجوزات السابقة للمسافرين لتقديم توصيات مخصصة للمقاصد والفنادق والأنشطة التي تتناسب مع اهتماماتهم وتفضيلاتهم، كما يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم عروض وخصومات مخصصة لكل مسافر بناءً على سلوكه الشرائي وتاريخه السفر.

تحسين خدمة العملاء

بات من الشائع استخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم خدمة عملاء فورية ومتاحة على مدار الساعة، حيث تساهم هذه الروبوتات في الإجابة على استفسارات العملاء المتكررة، وحجز الغرف، وتقديم توصيات مخصصة، مما يعزز تجربة العميل ويقلل من عبء العمل على الموظفين.

تتعدى تطبيقات الذكاء الاصطناعي حدود الشاشات لتصل إلى التفاعلات المباشرة، فمثلاً تستخدم بعض الفنادق روبوتات ذكية قادرة على التحدث مع الضيوف وتقديم المعلومات السياحية، مما يضفي لمسة من التميز على تجربة الإقامة، كما تتيح روبوتات الدردشة فرصة التواصل مع العملاء بلغات متعددة، مما يسهل عملية الحجز والسفر للمسافرين الدوليين.

تحسين إدارة العمليات

يستطيع الذكاء الاصطناعي التنبؤ بمتطلبات الإقامة والطيران، مما يساعد شركات السياحة والفنادق على إدارة المخزون وتسعير الغرف بشكل أكثر فعالية، كما يسرع الذكاء الاصطناعي من عملية الحجز ويقلل من الأخطاء البشرية، ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً تحليل البيانات المتعلقة بصيانة المباني والمعدات للتنبؤ بالأعطال وإجراء الإصلاحات اللازمة قبل حدوثها.

تعزيز الأمن والسلامة

يمكن استخدام تقنيات التعرف على الوجوه لتعزيز الأمن في الفنادق والمطارات، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل صور ومقاطع فيديو لمراقبة الأماكن العامة للكشف عن أي تهديدات أمنية محتملة، ويساعد أيضاً في الكشف عن أنشطة الاحتيال وحماية بيانات العملاء.

اكتشاف الوجهات السياحية الجديدة

يتمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات حول الوجهات السياحية، مما يساعد في اكتشاف وجهات جديدة ومناطق جذب سياحي غير معروفة.