أعلنت جامعة "درهام" البريطانية بالتعاون مع جامعة القادسية العراقية عن تحديد موقع معركة "القادسية الأولى" باستخدام صور أقمار صناعية.

ونشرت الجامعة البريطانية تقريراً أفاد بأن الصور المستخدمة كانت بالأبيض والأسود، تم التقاطها من أقمار صناعية لمحافظة الديوانية، التي كانت تُعرف سابقًا بالقادسية، وذلك عام 1974.

وأوضح التقرير أن فريقاً بقيادة الدكتور ويليام ديدمان، من قسم الآثار بجامعة "درهام"، استطاع بدقة تحديد الموقع الذي يُعتقد أنه مسرح معركة القادسية.

وأشار إلى أن "المعركة، التي وقعت في عام 637/8 ميلادي، تُعدّ انتصاراً حاسماً للمسلمين العرب في إطار توسع الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية. وحتى الآن لم يكن موقعها الدقيق معروفًا".

الدكتور ديدمان، اختصاصي الاستشعار عن بُعد الأثري، كان يعمل على مسح عن بُعد لرسم خريطة طريق الحج المعروف بـ "درب زبيدة" عندما تم الاكتشاف، بحسب التقرير.

يُذكر أن "درب زبيدة" هو طريق الحج الذي يُعرف أيضًا بـ "طريق الحج الكوفي"، والذي يمتد من مدينة الكوفة العراقية وصولًا إلى مكة المكرمة، مرورًا بشمال ووسط المملكة العربية السعودية.

وشمل المسح الذي أجري من قبل الجامعتين مقارنة صور الأقمار الصناعية الأمريكية التي رُفعت عنها السرية في سبعينيات القرن العشرين بالصور الحديثة والنصوص التاريخية، وذلك للمساعدة في تحديد نقاط التوقف على طول طريق الحج.

وأوضحت جامعة "درهام" أن أعضاء الفريق لاحظوا إمكانية استخدام المواقع والهياكل المفصلة في النصوص التاريخية المرئية في صور الأقمار الصناعية لتحديد موقع معركة القادسية بدقة. وبيّن التحليل أن موقع المعركة يقع على بُعد 30 كيلومترًا جنوب الكوفة في محافظة النجف.

وتحدثت الجامعة عن رصد جدار مزدوج يبلغ طوله ستة أميال، يربط بين مجمع عسكري على حافة الصحراء ومستوطنة كبيرة تقع على حافة سهل الفيضان الجنوبي لبلاد ما بين النهرين.

وقد توافقت هذه الاكتشافات بشكل ملحوظ مع التفاصيل الواردة في مجموعة المصادر التاريخية المتعلقة بمعركة القادسية ونقاط التوقف على طول "درب زبيدة".

كما ذكرت الجامعة البريطانية أن "زملاء من جامعة القادسية في العراق قدموا أدلة مسح ميدانية إضافية لدعم النتائج التي توصل إليها الفريق". وتمكن الفريق من تحديد مواقع نقطتي توقف على طول "درب زبيدة" وهما القادسية والعضيب.

وأكدت الجامعة أن "هذا الاكتشاف يوفر موقعًا جغرافيًا وسياقًا تاريخيًا لمعركة تُعدّ واحدة من القصص المؤسسة لتوسع الإسلام في العراق وإيران وما بعدهما في العصور القديمة".