شهد اليوم السادس من مهرجان الرياض للمسرح في دورته الثانية نقاشات ثقافية وعروضًا مسرحية متنوعة بين العمق الفكري والتميز الفني، وانطلقت الفعاليات بندوة حوارية بعنوان "المسرح المعاصر في العالم العربي: بين الإبداع والاستدامة"، التي جمعت نخبة من المفكرين والمبدعين في مجال المسرح.
استضافت الندوة كل من الدكتور كمال العلاوي من تونس، والدكتورة لينا أبيض من لبنان، وأدارها سلطان النوه الذي بدأ الحوار بتعريف الاستدامة على أنها "القدرة على الحفاظ على نوعية الحياة والعالم الطبيعي، مع الاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية".
ناقش الدكتور كمال العلاوي في مداخلته تاريخ المسرح، مستعرضًا تطوراته من العصر اليوناني مرورًا بالعصور الوسطى وعصر النهضة، وصولًا إلى عصر إميل زولا الذي أحدث نقلة نوعية وثورة على الانطباعية
من جانبها، تحدثت الدكتورة لينا أبيض، عن كيفية تحسين استدامة الإنتاج المسرحي باستخدام منهجيات حديثة مثل تدوير النفايات والطباعة الرقمية.
اختتم سلطان النوه، الندوة بالتأكيد على أن المملكة العربية السعودية تواصل جهودها في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، مع التركيز على إعادة التدوير كجزء من رؤية السعودية 2030.
وفيما يتعلق بالعروض المسرحية، شهد اليوم السادس تقديم مسرحية "حفيد للإيجار"، التي قدمت تجربة اجتماعية مبتكرة بأسلوب فني راقٍ، مسلطة الضوء على الصراع بين طموحات الفقراء وجشع الأغنياء، في حبكة تمزج بين الأحلام والتحديات في عالم مليء بالخداع والاستغلال.
كما عُرضت مسرحية "طوق"، التي تناولت حياة خمسة موظفين يعيشون روتينًا يوميًا مملًا في أحد مكاتب الشركات، حيث يجدون أنفسهم عالقين في صراعات حياتية لا يمكنهم التغلب عليها إلا بكسر قيود الزمن الذي يعيشون فيه.