أظهرت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي غني بالبيض قد لا يؤثر على مستويات الكوليسترول بالقدر الذي كان يعتقد من قبل.

أظهرت النتائج الأولية في الدراسة التي من المزمع تقديمها أبريل المقبل في الجلسة العلمية السنوية للكلية الأمريكية لأمراض القلب في أتلانتا، بجورجيا، أن الأشخاص الذين تناولوا 12 بيضة أو أكثر أسبوعيًا كانت لديهم مستويات كوليسترول مماثلة لأولئك الذين لم يتناولوا البيض على الإطلاق.

تلقى البيض سمعة سيئة بسبب المخاوف من أنه قد يرفع مستويات الكوليسترول أو يؤدي إلى تفاقم صحة القلب، ومع ذلك، قد يوفر البحث الجديد بعض الطمأنينة بأن تناول البيض قد يكون أمرًا جيدًا، حتى بالنسبة لمجموعة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.

وقالت فاطمة رودريجيز، أستاذ مشارك في طب القلب والأوعية الدموية في جامعة ستانفورد: "كان هناك الكثير من الجدل حول كيفية تأثير البيض، وهو طعام غني بالكوليسترول، ولكن أيضًا البروتين، على صحة القلب والأوعية الدموية، إن السؤال المتعلق بالآثار الصحية لتناول كميات كبيرة من البيض لا يزال دون إجابة، وهذه الدراسة الصغيرة تعطي بعض الأفكار التي يمكن دراستها بشكل أكبر في دراسة أكبر."

البيض وتأثيره على مستويات الكوليسترول

بالنسبة للدراسة، قام الباحثون بتقييم آثار تناول نظام غذائي غني بالبيض المدعم مقارنة بنظام غذائي خالٍ من البيض على المؤشرات الحيوية للقلب والأوعية الدموية مثل الكوليسترول، والمؤشرات الحيوية للالتهابات، ومستويات المغذيات الدقيقة، والعديد من نقاط النهاية الأخرى.

البيض المدعم هو البيض الذي يحتوي على عناصر غذائية مضافة مثل فيتامين د، والسيلينيوم، وفيتامين ب2، و5، و12، وأحماض أوميجا 3 الدهنية،هذه ممارسة شائعة يتم القيام بها من أجل زيادة القيمة الغذائية للمادة الغذائية.

وجرى تسجيل 140 مشاركًا في الدراسة وتم اختيارهم عشوائيًا إلى مجموعتين، مجموعة البيض المدعم، التي استهلكت 12 بيضة مدعمة أو أكثر في الأسبوع، ومجموعة النظام الغذائي الذي لا يحتوي على البيض، والتي استهلكت بيضتين أو أقل في الأسبوع، وقد سُمح للمشاركين بإعداد البيض بأي طريقة يفضلونها.

كان عمر جميع المشاركين في الدراسة أكبر من 50 عامًا، وجميعهم تعرضوا لحدث واحد سابق في القلب والأوعية الدموية أو كان لديهم على الأقل عاملين من عوامل الخطر القلبية الوعائية، سبعة وعشرون بالمائة من المشاركين كانوا من السود و24% مصابون بالسكري.

كان لدى المشاركين مواعيد شخصية بعد شهر واحد وبعد أربعة أشهر لتقييم علاماتهم الحيوية ومستويات الكوليسترول في الدم. أجرى الباحثون أيضًا فحوصات هاتفية طوال فترة الدراسة لمراقبة استهلاك البيض.

نظر الباحثون إلى مستويات الكولسترول HDL (الكولسترول الجيد) والكوليسترول المنخفض الكثافة (الكولسترول السيئ)، لدى المشاركين الذين تم تقسيمهم إلى المجموعتين في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد أربعة أشهر.

ونتيجة لتلك الدراسة قالت الكلية الأمريكية لأمراض القلب، أن البيض قد لا يكون سيئا لقلبك بعد كل شيء.

هل البيض صحي للقلب بالفعل؟

وبينما توفر البيانات بعض الأدلة التي تشير إلى أن استهلاك 12 بيضة أو أكثر لم يكن له آثار سلبية على نسبة الكوليسترول في الدم، يقترح الخبراء أنه ينبغي أخذ النتائج ببعض الحذر.

كانت الدراسة الصغيرة عبارة عن تجربة ذات مركز واحد، مما يعني أنها أجريت وفقًا لبروتوكول واحد في موقع واحد، كانت الدراسة أيضًا صغيرة واعتمدت على المرضى الذين أبلغوا ذاتيًا عن استهلاكهم للبيض والأنماط الغذائية الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، كان المرضى يعرفون المجموعة التي ينتمون إليها (مجموعة أكلة البيض أو مجموعة عدم أكل البيض)، والتي يمكن أن تؤثر على سلوكياتهم الصحية.

كل هذه العوامل "تجعل من الصعب استخلاص استنتاجات قوية من هذه الدراسة"، وفقًا لما قاله ماثيو تومي، طبيب القلب وأستاذ الطب المساعد في كلية إيكان للطب في ماونت سيناي.

وقال تومي: "على الرغم من أنني أوافق على أن البيانات المشتركة لا تقدم دليلاً على الضرر الناتج عن تناول المزيد من البيض، إلا أنني قد أتوقف عن الاستشهاد بالدراسة الحالية باعتبارها طمأنينة كافية لعدم وجود ضرر".