تعد شبكية العين واحدة من الأماكن القليلة في الجسم التي يمكن من خلالها ملاحظة الأوعية الدموية مباشرة.

ويمكن للتغيرات في الأوعية الدموية أن تظهر في شبكية العين، فتوضح بالتالي ارتفاع ضغط الدم والسكري وتصلب الشرايين.

وتقول مينجوانج هي، أستاذ طب العيون التجريبي، في جامعة هونغ كونغ، وهي المؤلف الرئيسي لدراسة جديدة نُشرت مؤخرًا في مجلة القلب الأمريكية، إن بصمة الأوعية الدموية على شبكية العين، قد تكون أيضًا قادرة على التنبؤ بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الشخص بطريقة أقل تدخلا من الاختبارات التقليدية.

التعرف على البصمة الوعائية في العين

الباحثون في الدراسة حللوا صور شبكية العين لأكثر من 45000 مشارك في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، للبحث عن مؤشرات حيوية قابلة للقياس في الأوعية الدموية لشبكية العين.

بعد التحليل، حدد العلماء ما مجموعه 118 مؤشرًا للأوعية الدموية في شبكية العين قابلة للقياس، 29 منها ارتبطت بشكل كبير بخطر إصابة المشارك بالسكتة الدماغية لأول مرة، مما يوفر بصمة للأوعية الدموية.

وأوضحوا أن بصمة الأوعية الدموية على شبكية العين تشير إلى أنماط فريدة، مشيرين إلي إن تحليل بصمات الأوعية الدموية على شبكية العين يمكن أن يساعد في تحديد الاتجاهات وعوامل الخطر المرتبطة بالسكتة الدماغية.

إمكانية إجراء اختبارات أقل تدخلا لخطر السكتة الدماغية

ووفقا للباحثين، فإن بصمة الأوعية الدموية في شبكية العين، حتى عندما تقترن بعوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية حسب العمر والجنس، كانت جيدة مثل استخدام عوامل الخطر التقليدية، وحدها للتنبؤ بمخاطر السكتة الدماغية في المستقبل.

وتقول مينجوانج هي: "إن الطرق التقليدية لاختبارات الدم، للتنبؤ بمخاطر السكتة الدماغية محدودة بسبب الدقة المنخفضة نسبيا، والتكلفة العالية".

شبكية العين امتداد للدماغ

ويقول ألكسندر سولومون، طبيب العيون العصبي الجراحي في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، حول هذه الدراسة: "على الرغم من أن نتائج هذه الدراسة لن تكون مفاجأة كبيرة لمعظم أطباء العيون، إلا أنه من الجيد أن نرى دراسة تضفي طابعًا رسميًا على هذه العلاقة وتبدأ في تحطيم بعض مقاييس الأوعية الدموية في شبكية العين التي تعكس تغيرات المخاطر الأعلى المرتبطة بزيادة المخاطر".

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، نحن نعلم أن هذه الأوعية تتغير استجابة لمجموعة متنوعة من حالات اعتلال الأوعية الدموية الجهازية، بما في ذلك فرط دهون الدم وارتفاع ضغط الدم والسكري والاضطرابات الالتهابية التي يمكن أن تؤدي جميعها إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية"، وأوضح سولومون: "مرة أخرى، فإن الحصول على الميزات التي تشكل خطورة خاصة هو بالتأكيد أمر مفيد ورائع".

الحاجة إلى اختبارات غير جراحية لتقييم السكتة الدماغية

ويقول كريستوفر يي، جراح أوعية دموية معتمد في مركز ميموريال أورانج كوست الطبي بكاليفورنيا، حول هذه الدراسة: "كطبيب يعمل مع المرضى الذين يعانون من السكتات الدماغية، يعد هذا بالتأكيد اكتشافًا مثيرًا ومبتكرًا".

وأضاف: "لازالت السكتة الدماغية سببًا رئيسيًا للإعاقة والوفاة على مستوى العالم، حيث ترتبط العديد من الحالات بعوامل خطر قابلة للتعديل"، ويضيف دكتور يي: "إن نماذج التنبؤ بالمخاطر الحالية تعتمد بشكل كبير على الاختبارات الغازية، مثل: سحب الدم، والموجات فوق الصوتية، والأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتي يمكن أن تكون مكلفة وأقل جدوى للفحص على نطاق واسع".