باتت تقنيات الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من حياتنا الرقمية، حيث تقود روبوتات الدردشة المعروفة باسم "Chatbots" التحول في كيفية تفاعل العالم مع التكنولوجيا.
وفي هذا المجال، برز تطبيق ChatGPT الذي طورته شركة Open AI الأمريكية كلاعب رئيسي، إلا أن منافسًا صينيًا جديدًا يسمى «ديب سيك DeepSeek» دخل مؤخرًا سوق المنافسة التكنولوجية بقوة، ما أثار التساؤلات بشأن أي من النموذجين أفضل للاعتماد عليه، خاصة بعد انقطاع خدمة ChatGPT الأسبوع الماضي.
الفرق بين DeepSeek وChatGPT
يتميز ChatGPT الأمريكي بتصميمه البسيط وسهل الاستخدام؛ ما يجعله اختيارًا مثاليًا للمستخدمين الجدد والمحترفين على حد سواء، ومن ناحية أخرى، بينما يقدم DeepSeek الصيني أدوات تخصيص إضافية تتيح للمستخدمين تعديل تجربتهم بما يتناسب مع احتياجاتهم.
وعلى سبيل المثال، يقدم ChatGPT تجربة سلسة للرد على الاستفسارات العامة للجمهور، في حين يسمح DeepSeek للمستخدمين بتحديد مجالات معينة، وهذا التخصيص يمكنه أن يكون ذا قيمة كبيرة للمستخدمين خاصًة المتواجدين في الوطن العربي، حيث تلعب السياقات المحلية دورًا أساسيًا في تحديد رضا المستخدم.
الفرق بين إجابات DeepSeek وChatGPT
أظهر ChatGPT تحسنًا ملحوظًا في فهم اللغة العربية الفصحى، إضافة إلى عدد من اللهجات المحلية الأخرى، ومع ذلك في بعض الأحيان، تكون ردوده عامة لا تعكس الفهم الكامل للثقافة العربية.
وفي المقابل، أظهر DeepSeek قدرته على تقديم ردود سياقية دقيقة، حيث إنه يقدم فهمًا أعمق للثقافة والتعبيرات الاصطلاحية للغة العربية.
ويوضح ذلك أن النموذجين المنافسين يستخدمان لغة سهلة الفهم، لكنهما يختلفان في عمق التفاصيل والتركيز؛ فإجابة ChatGPT تركز على الجانب الثقافي والرمزي، بينما تركز إجابة Deep Seek على الجانب العملي والقيمة بشكل أكبر.
كما تبرز إجابة ChatGPT كمرجع غني بالمعلومات، بينما تعتبر إجابة DeepSeek نصًا أكثر تنظيمًا وتماسكًا، إلا أن اعتماد الأسلوب الأنسب يعتمد على الجمهور المستهدف؛ حيث إذا كان الهدف من الإجابة هو تقديم معلومات شاملة، فالإجابة الأولى مثالية، أما إذا كان التركيز على جذب القارئ العام وتحليل الموضوع، فإن الإجابة الثانية تتفوق.
قدرات النموذجين المتنافسين في الترجمة
وفي إطار إبراز الفرق بشأن قدرات الترجمة إلى اللغة العربية بينهما، كان الفارق البارز يتمثل فيما قدمه DeepSeek من ميزة جديدة بعد تفعيل خيار «DeepThink (R1)»، والتي تركز على تحليل النص الأصلي وشرح كيفية ترجمته وسبب اختيار ترجمة مصطلحات معينة، كما يقدم النموذج الصيني مقاطع إضافية تعطي ملاحظات على الترجمة، وهي ميزة يفتقر ChatGPT إليها.
وبشكل عام، ترجمة كل روبوت كانت صحيحة، لكن ما قدمه DeepSeek كان أكثر اتساقًا وارتباطًا بالمعنى العام للموضوع، في حين كانت ترجمه التطبيق الأمريكي حرفية نوعًا ما.
ما الأفضل للشركات العربية؟
بالنسبة للشركات خاصة العاملة في المجتمع العربي، يعتمد الاختيار بين ChatGPT وDeep Seek، بشكل كبير على الاحتياجات المحددة ومتطلبات الأسواق الإقليمية، وحتى الآن تميز النموذج الأمريكي بكونه ذكاءً اصطناعيًا متعدد الاستخدامات قد يتفوق في إنشاء محتوى تسويقي، وتقديم التوصيات في مختلف الصناعات، إضافة إلى الإجابة عن استفسارات العملاء.
ومع ذلك، يتمتع DeepSeek بميزة عند التعامل مع الفروق اللغوية والثقافية للسوق العربية، وذلك نظرًا لتنوع اللهجات والقيم الثقافية والالتزام بالأعراف الاجتماعية والدينية، حيث يتطلب التواصل الفعال في هذه المنطقة استراتيجيات تواصل مخصصة.
أي روبوت يناسب احتياجات الجمهور العربي؟
يعتمد تحديد أي من النموذجين أفضل للجمهور خاصة المستهلكين في الوطن العربي، على احتياجات وأولويات المستخدمين، كما يبدو أن ChatGPT يتفوق في التنوع العام والإبداع والخبرة التقنية؛ ما يجعله خيارًا أوليًا للجمهور العالمي، وفي المقابل، يبرز DeepSeek بفضل ملاءمته السياقية وقدرته على التعامل مع استفسارات محددة تتعلق بالجمهور العربي.
لذلك، فإن DeepSeek قد يكون خيارًا جديًا بالتجربة للمستخدمين خاصة أولئك الذين يبحثون عن أداة تتعامل بفاعلية مع تعقيدات اللغة والثقافة العربية، في حين أن ChatGPT يظل خيارًا موثوقًا به لمن يبحث عن أداء شامل ومتعدد الاستخدامات.
وفي النهاية، كل منصة تمهد الطريق لمستقبل أكثر شمولًا وذكاءً في عالم التكنولوجيا، لكن يعود خيار المنصة الأمثل للمستخدمين بعد تجربة التطبيقات بأكملها خاصة التي يتم اتاحتها بالمجان.