يعتبر الإغماء من الحالات الشائعة التي تحدث نتيجة لمجموعة متنوعة من الأسباب، وتتميز بفقدان مؤقت للوعي بسبب توقف تدفق الدم إلى الدماغ.

وعلى الرغم من أن الإغماء عادة ما يكون غير خطير في العديد من الحالات، إلا أنه قد يشير أحيانًا إلى مشكلات صحية كامنة تتطلب العناية الطبية، حيث توجد عدة أنواع من الإغماء تختلف في الأسباب والأعراض، بدءًا من الإغماء الناتج عن انخفاض ضغط الدم إلى الإغماء الناتج عن الجفاف أو التوتر النفسي.

أنواع الإغماء

في السطور التالية، سنتناول أبرز أنواع الإغماء وطرق التعامل معها بشكل فعال لضمان استعادة الشخص لوعيه بأمان :

الإغماء الوعائي المبهمي

يعتبر هذا النوع من الإغماء الأكثر شيوعًا، ويحدث نتيجة استجابة غير طبيعية للجهاز العصبي، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في معدل ضربات القلب وضغط الدم، وبالتالي نقص تدفق الدم إلى الدماغ.

وعادةً ما يحدث الإغماء الوعائي المبهمي بسبب محفزات مثل الخوف الشديد، الألم الحاد، التوتر النفسي، أو الوقوف لفترة طويلة دون حركة، وقد يشعر الشخص بدوار، غثيان، تعرق بارد، أو رؤية ضبابية قبل فقدانه للوعي.

وفي معظم الحالات، يكون هذا النوع من الإغماء غير خطير ويستعيد الشخص وعيه بسرعة عند الاستلقاء ورفع الساقين لتعزيز تدفق الدم إلى الدماغ.

إغماء نقص الضغط الانتصابي

يحدث هذا النوع عند الانتقال المفاجئ من وضعية الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف، مما يؤدي إلى انخفاض سريع في ضغط الدم، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة لخلل في استجابة الأوعية الدموية أو القلب للتغيرات في وضعية الجسم.

ويمكن أن يكون سببه الجفاف، أو تناول بعض الأدوية، أو حالات مرضية مثل اضطرابات الجهاز العصبي اللاإرادي، والأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الإغماء قد يشعرون بدوار شديد أو عدم وضوح في الرؤية عند الوقوف، وقد يفقدون وعيهم لثوانٍ معدودة قبل أن يستعيدوا إدراكهم تدريجيًا.

إغماء القلب

يعد من أخطر أنواع الإغماء، حيث يحدث نتيجة لمشكلات في القلب أو الأوعية الدموية تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ، ويمكن أن يكون سببه اضطرابات في نظم القلب، مثل عدم انتظام ضربات القلب الشديدة، أو انسداد في الشرايين، أو قصور القلب.

وفي بعض الحالات قد يكون الإغماء القلبي مؤشرًا على خطر الإصابة بسكتة قلبية مفاجئة، ولهذا السبب فإن أي حالة إغماء ناتجة عن مشكلة قلبية تحتاج إلى تقييم طبي عاجل، خاصة إذا كان المريض يعاني من تاريخ مرضي متعلق بالقلب أو إذا تكررت نوبات الإغماء دون سبب واضح.

إغماء عصبي أو ناتج عن مشكلات دماغية

يحدث هذا النوع عندما يكون هناك اضطراب في تدفق الدم إلى الدماغ نتيجة لحالات مثل السكتة الدماغية، التشنجات العصبية، أو الصداع النصفي الشديد، وفي بعض الأحيان يكون الإغماء مصحوبًا بأعراض أخرى مثل التنميل، صعوبة في الكلام، أو فقدان القدرة على التحكم في العضلات، وهذا النوع يتطلب تشخيصًا دقيقًا لتحديد السبب الأساسي وتقديم العلاج المناسب لتجنب أي مضاعفات خطيرة.

إغماء ناتج عن انخفاض نسبة السكر في الدم

يحدث هذا النوع عندما تنخفض مستويات السكر في الدم إلى حد يؤثر على قدرة الدماغ على العمل بشكل طبيعي، وغالبًا ما يكون شائعًا لدى مرضى السكري، خاصة إذا كانوا يتناولون الأنسولين أو أدوية خفض السكر دون تناول كمية كافية من الطعام، وقد يسبق فقدان الوعي أعراض مثل التعرق الشديد، الارتعاش، الجوع المفاجئ، أو الارتباك، وتناول مصدر سريع للسكر مثل العصير أو الحلوى يساعد في استعادة مستويات الجلوكوز في الدم ومنع حدوث الإغماء.

إغماء ناتج عن العوامل النفسية

بعض الأشخاص قد يتعرضون للإغماء نتيجة لحالة نفسية شديدة مثل نوبات الهلع أو التوتر المفرط، وفي هذه الحالات، يكون فقدان الوعي ناتجًا عن فرط التنفس الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم، مما يسبب الدوار والإغماء.

وغالبًا ما يكون هذا النوع غير خطير، لكنه قد يكون مزعجًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق، ويحتاج إلى استراتيجيات للتحكم في التوتر وتحسين التنفس عند الشعور بأعراض الدوار.

متى يجب القلق بشأن الإغماء؟

رغم أن الإغماء قد يكون بسيطًا في كثير من الأحيان، إلا أن بعض الحالات تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا، وإذا كان الإغماء متكررًا دون سبب واضح، أو حدث أثناء ممارسة الرياضة، أو كان مصحوبًا بألم في الصدر، أو صعوبة في التنفس، فمن الضروري مراجعة الطبيب، والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو السكري يجب أن يكونوا أكثر حذرًا عند التعرض لحالات الإغماء، لأن السبب قد يكون مرتبطًا بمشكلة صحية تحتاج إلى علاج فوري.