يعد صديد البول من المشكلات الصحية الشائعة التي تحدث نتيجة التهاب المسالك البولية أو العدوى البكتيرية، ويتميز بوجود خلايا دم بيضاء زائدة في البول مما يجعله يبدو عكرًا أو يحتوي على رواسب، وقد يكون صديد البول عرضًا لحالة مرضية أكثر خطورة، لذا فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب ضروريان لمنع تفاقم المشكلة وتأثيرها على الكلى وصحة الجهاز البولي بشكل عام.

أسباب صديد البول وتأثيره في الصحة

يرتبط صديد البول عادةً بعدوى المسالك البولية التي تسببها البكتيريا، مثل الإشريكية القولونية، التي تنتقل من الجهاز الهضمي إلى مجرى البول، مما يؤدي إلى التهابات قد تؤثر على المثانة أو الكلى، كما يمكن أن ينتج الصديد عن التهابات أخرى مثل التهابات البروستاتا عند الرجال أو التهابات المهبل عند النساء.

وبعض الأمراض المزمنة مثل السكري قد تزيد من خطر الإصابة بصديد البول نتيجة ضعف جهاز المناعة وصعوبة مقاومة العدوى، ويؤدي صديد البول إلى أعراض مختلفة مثل الحرقة أثناء التبول، تغير لون البول، رائحة كريهة، والشعور بآلام في أسفل البطن أو الظهر، وفي بعض الحالات الشديدة قد يصاحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة وإرهاق عام، مما يشير إلى انتشار العدوى نحو الكلى، وهو ما يتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً.

طرق علاج صديد البول بفعالية

يعتمد علاج صديد البول على تحديد السبب الرئيسي وراء الإصابة به، ولذلك يبدأ الطبيب بإجراء تحليل للبول للكشف عن وجود البكتيريا وخلايا الدم البيضاء، وفي بعض الحالات يتم طلب مزرعة بول لمعرفة نوع البكتيريا المسببة للعدوى واختيار المضاد الحيوي المناسب لها.

وإذا كان السبب عدوى بكتيرية، يُوصف للمريض مضاد حيوي فعال يتم تحديده بناءً على نتائج التحليل، ومن المهم الالتزام بتناول المضاد الحيوي وفقًا للتوجيهات الطبية حتى انتهاء الجرعة كاملة حتى لو اختفت الأعراض، وذلك لتجنب تكرار العدوى أو حدوث مقاومة بكتيرية.

العلاجات الطبيعية ودورها في تخفيف الأعراض

إلى جانب العلاج الطبي هناك بعض العلاجات الطبيعية التي قد تساعد في تسريع الشفاء والتخفيف من أعراض صديد البول، وشرب كميات وفيرة من الماء يوميًا يساعد في تنظيف المسالك البولية وطرد البكتيريا الضارة من الجسم.

كما أن تناول عصير التوت البري غير المحلى يعرف بقدرته على منع التصاق البكتيريا بجدران المثانة، مما يقلل من احتمالية الإصابة بالعدوى، وينصح أيضًا بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والفراولة، لأنها تعزز جهاز المناعة وتساعد في تقليل نمو البكتيريا في المسالك البولية، وتجنب المشروبات الغازية والكافيين يمكن أن يقلل من التهيج في المثانة ويخفف من الأعراض المزعجة.

الوقاية من صديد البول وتجنب تكراره

للوقاية من صديد البول يفضل اتباع عادات صحية يومية تساهم في الحفاظ على صحة الجهاز البولي، والحفاظ على النظافة الشخصية خاصة بعد استخدام المرحاض، يقلل من خطر انتقال البكتيريا إلى المسالك البولية، ومن المهم أيضًا التبول بعد العلاقة الزوجية لطرد أي بكتيريا قد تكون دخلت إلى مجرى البول.

وينصح الأطباء بتجنب حبس البول لفترات طويلة لأن ذلك قد يزيد من فرص نمو البكتيريا داخل المثانة، وارتداء الملابس القطنية والابتعاد عن الملابس الضيقة يساعد في الحفاظ على جفاف المنطقة الحساسة ومنع تكاثر البكتيريا، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التهابات متكررة يمكن أن يكون الفحص الدوري للكلى والمسالك البولية مفيدًا لاكتشاف أي مشكلات في وقت مبكر.