يعد الجهاز التنفسي العلوي الجزء الأول من الجهاز التنفسي، ويتكون من الأنف، والجيوب الأنفية، والبلعوم، والحنجرة، وتلعب هذه الأعضاء دورًا حيويًا في تصفية الهواء الداخل إلى الرئتين وترطيبه، ومع ذلك، فإنها تكون عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والعدوى، خاصة بسبب الفيروسات والبكتيريا، ومعظم أمراض الجهاز التنفسي العلوي تكون خفيفة إلى متوسطة، لكنها قد تؤثر على جودة الحياة وتسبب مضاعفات إذا لم تُعالج بالشكل المناسب.
التهاب الحلق وأسبابه
التهاب الحلق من أكثر أمراض الجهاز التنفسي العلوي شيوعًا، ويحدث غالبًا نتيجة العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا، ويمكن أيضًا أن يكون بكتيريًا، كما هو الحال مع التهاب الحلق العقدي، وتتمثل أعراضه في الألم أثناء البلع، بحة الصوت، واحمرار الحلق، في الحالات الفيروسية يختفي الالتهاب تلقائيًا بعد بضعة أيام، بينما تحتاج العدوى البكتيرية إلى المضادات الحيوية إذا كانت شديدة.
التهاب الجيوب الأنفية وتأثيره على التنفس
التهاب الجيوب الأنفية يحدث عند انسداد الجيوب وامتلائها بالمخاط، مما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا والفيروسات فيها، ويسبب هذا الالتهاب أعراضًا مثل انسداد الأنف، الصداع، الضغط في الوجه، والإفرازات الأنفية السميكة، وقد يكون الالتهاب حادًا ويستمر لبضعة أيام، أو مزمنًا ويستمر لأسابيع أو أشهر. يمكن علاجه باستخدام مضادات الاحتقان، وغسول الأنف الملحي، وأحيانًا المضادات الحيوية إذا كان السبب بكتيريًا.
نزلات البرد والإنفلونزا وتأثيرها على الجهاز التنفسي العلوي
نزلات البرد والإنفلونزا من الأمراض الفيروسية الأكثر شيوعًا التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتحدث بسبب فيروسات مختلفة، مثل الفيروس الأنفي (Rhinovirus) والإنفلونزا، وتشمل الأعراض العطس، سيلان الأنف، السعال، التعب، وأحيانًا الحمى، وعلى الرغم من أن نزلات البرد تكون خفيفة، فإن الإنفلونزا قد تسبب أعراضًا أشد، مثل آلام الجسم والقشعريرة، ويعتمد العلاج على الراحة، الإكثار من السوائل، ومسكنات الألم، بينما تستخدم مضادات الفيروسات في بعض حالات الإنفلونزا الشديدة.
التهاب اللوزتين ومضاعفاته
التهاب اللوزتين هو عدوى تصيب اللوزتين، وتسبب تضخمهما وصعوبة في البلع، وغالبًا ما يكون فيروسيًا، لكنه قد يكون بكتيريًا أيضًا، خاصة عند الإصابة بالمكورات العقدية، والأعراض تشمل الحمى، تورم الغدد اللمفاوية في الرقبة، وصعوبة التنفس أحيانًا، وفي الحالات المتكررة أو المزمنة، قد يلجأ الأطباء إلى استئصال اللوزتين.
الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي العلوي
الوقاية من هذه الأمراض تبدأ بالعناية بالنظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب لمس الوجه بعد ملامسة الأسطح الملوثة، ومن المهم أيضًا الابتعاد عن الأشخاص المصابين، والحفاظ على جهاز مناعي قوي من خلال التغذية الجيدة والنوم الكافي، وينصح بأخذ لقاح الإنفلونزا السنوي لتقليل خطر الإصابة بمضاعفات الفيروس.
العلاجات المنزلية والطبية
معظم أمراض الجهاز التنفسي العلوي تعالج في المنزل عن طريق الراحة، شرب المشروبات الدافئة، واستخدام العلاجات الطبيعية مثل العسل والزنجبيل، ويمكن استخدام بخاخات الأنف المالحة لتخفيف الاحتقان، ومسكنات الألم لتخفيف الأعراض، وفي حالة العدوى البكتيرية قد يصف الطبيب المضادات الحيوية، بينما في حالات الحساسية التي تسبب أعراضًا مشابهة، يمكن استخدام مضادات الهيستامين.