970x90

التوازن بين الصيام والصحة.. تحديات وحلول لكبار السن في رمضان

  • facebook share
  • x share
  • whatsapp share
  • telegram share
  • plus iconfont iconminus icon
  • read mode icon

إعداد: الممرضة أمل البستكي

يُعد شهر رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وتعزيز الروحانية، لكنه قد يمثّل تحدياً صحياً لكبار السن، خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في الصحة العامة. مع تقدّم العمر، تزداد حاجة الجسم إلى رعاية خاصة، مما يجعل الصيام تحدياً يتطلب توازناً بين أداء الفريضة والحفاظ على الصحة.

يواجه كبار السن تحديات صحية متعدّدة خلال شهر رمضان، أبرزها الأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والتي تتطلّب متابعة دقيقة لنظامهم الغذائي وأوقات تناول الأدوية. قد يؤدي الصيام أيضاً إلى الجفاف ونقص السوائل، خاصة أن الإحساس بالعطش يقلّ مع التقدّم في العمر، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الكلى أو انخفاض ضغط الدم.

إلى جانب ذلك، قد يشعر كبار السن بالإرهاق والتعب نتيجة التغيرات في مواعيد الطعام والنوم، حيث إن الصيام لساعات طويلة قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة، خاصة إذا لم يكن النظام الغذائي متوازناً. كما أن مشاكل الجهاز الهضمي، مثل الإمساك أو الحموضة، تصبح أكثر شيوعاً بسبب تغييرات النظام الغذائي. ومن التحديات الأخرى، اضطراب مواعيد تناول الأدوية، مما قد يؤثر على فعاليتها ويزيد من خطر حدوث مضاعفات صحية.

كيف يمكن لكبار السن تحقيق التوازن بين الصيام والصحة؟

لضمان صيام آمن، من الضروري لكبار السن استشارة الطبيب قبل رمضان لتقييم حالتهم الصحية، والتأكد مما إذا كان الصيام مناسباً لهم أم لا. في بعض الحالات، قد ينصحهم الطبيب بتعديل جرعات الأدوية أو تغيير مواعيدها لتتناسب مع الصيام، بينما قد يُفضل الإفطار في حالات أخرى حفاظاً على صحتهم.

النظام الغذائي يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة كبار السن أثناء رمضان. من المهم أن تكون وجبة الإفطار متوازنة، تبدأ بالتمر والماء لتعويض نقص السوائل، ثم تليها وجبة غنية بالبروتينات والخضروات للحفاظ على مستويات الطاقة. أما وجبة السحور، فمن الأفضل أن تحتوي على الأطعمة الغنية بالألياف مثل الشوفان أو الحبوب الكاملة، والبروتينات مثل البيض أو الزبادي، حيث تساعد هذه الأطعمة في تقليل الشعور بالجوع أثناء النهار. من المهم أيضاً تجنّب الأطعمة المالحة والمقلية، لأنها قد تسبب العطش والجفاف.

الترطيب عامل أساسي للحفاظ على صحة كبار السن أثناء الصيام. يجب عليهم شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، مع تجنّب المشروبات الغازية أو الغنية بالكافيين، لأنها قد تزيد من فقدان السوائل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تناول الفواكه والخضروات الغنية بالماء مثل الخيار والبطيخ للمساعدة في ترطيب الجسم.

النشاط البدني يجب أن يكون مدروساً خلال رمضان. يُفضل لكبار السن تجنّب المجهود البدني الشاق أثناء الصيام، والقيام بالمشي الخفيف بعد الإفطار للحفاظ على نشاطهم دون إجهاد. كما أن النوم المنتظم مهم جداً، حيث يساعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة في تقليل الشعور بالتعب خلال النهار.

متى يجب على كبار السن الإفطار؟

على الرغم من رغبة العديد من كبار السن في الصيام، إلا أن هناك حالات يكون فيها الإفطار ضرورياً للحفاظ على الصحة. يُنصح كبار السن بالإفطار فوراً إذا شعروا بضعف شديد أو دوخة مستمرة، أو إذا تعرضوا لانخفاض حاد أو ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر أو ضغط الدم. كما أن أي أعراض خطيرة مثل تسارع ضربات القلب أو الصداع الشديد قد تكون مؤشراً على حاجة الجسم للسوائل والطعام. في هذه الحالات، يجب عدم التردّد في الإفطار واستشارة الطبيب.

وختاماً، الصيام في رمضان شعيرة عظيمة، ولكن الحفاظ على الصحة أولوية لا تقل أهمية، خاصة لكبار السن. من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، وشرب كميات كافية من الماء، والحصول على الراحة الكافية، يمكنهم الصيام بطريقة آمنة دون تعريض صحتهم للخطر. كما أن دور العائلة والمجتمع مهم في دعم كبار السن خلال رمضان، من خلال مساعدتهم في اختيار الأطعمة المناسبة، وتذكيرهم بمواعيد الأدوية، وتشجيعهم على الاستماع إلى إشارات أجسادهم. بتحقيق هذا التوازن، يمكن لكبار السن الاستمتاع بشهر رمضان دون مشكلات صحية، مع المحافظة على طاقتهم وقدرتهم على أداء العبادات براحة وسلامة.

* عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة

110
970x90