يعد جدري الماء من الأمراض الفيروسية الشائعة التي تصيب الأطفال والبالغين، وهو ناتج عن فيروس الحماق النطاقي، ويتميز بظهور طفح جلدي على شكل بثور مملوءة بسائل، إضافة إلى أعراض أخرى مثل الحمى والتعب وفقدان الشهية.
وعلى الرغم من أن معظم الحالات تكون خفيفة وتشفى تلقائيًا خلال أسبوعين، إلا أن هذا المرض قد يصبح خطيرًا في بعض الحالات، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، وتختلف درجة خطورته بناءً على العمر والحالة الصحية للمصاب مما يجعل الوقاية والتعامل السليم معه أمرًا ضروريًا.
الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات
في حين أن الأطفال الأصحاء غالبًا ما يتعافون من جدري الماء دون مشاكل كبيرة، إلا أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة لخطورته، وتشمل هذه الفئات الرضع الذين لم يتلقوا مناعة كافية من أمهاتهم، والنساء الحوامل، وكبار السن، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة مثل مرضى السرطان أو المصابين بأمراض مزمنة كمرض السكري أو أمراض الكلى، وفي هذه الحالات قد يكون الفيروس أكثر شراسة ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا سريعًا.
المضاعفات المحتملة لجدري الماء
يمكن أن يتسبب جدري الماء في عدد من المضاعفات التي تتفاوت في شدتها، ومن أبرز هذه المضاعفات الالتهابات الجلدية الناتجة عن خدش البثور، مما قد يؤدي إلى التهابات بكتيرية تحتاج إلى مضادات حيوية.
وفي بعض الحالات قد ينتشر الفيروس إلى الرئتين، مسببًا التهابًا رئويًا قد يكون خطيرًا، خصوصًا لدى البالغين والمدخنين، كما قد يتسبب في التهاب الدماغ أو مشاكل عصبية أخرى تؤثر على الجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى فقدان التوازن أو تشنجات، وبالنسبة للنساء الحوامل فإن الإصابة به قد تؤثر على الجنين وتسبب تشوهات خلقية في بعض الحالات.
انتقال الفيروس وسرعة انتشاره
يعد جدري الماء من أكثر الفيروسات انتشارًا حيث ينتقل بسهولة عبر الرذاذ المتطاير في الهواء عند السعال أو العطس، كما يمكن أن ينتقل من خلال ملامسة السوائل المنبعثة من البثور المصابة، ولهذا السبب يمكن أن ينتشر بسرعة بين الأطفال في المدارس أو بين أفراد العائلة الواحدة.
ومن المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل عزل المصاب حتى يجف الطفح الجلدي تمامًا، وتعقيم الأدوات الشخصية، والحرص على النظافة الشخصية لمنع انتقال العدوى للآخرين.
علاج جدري الماء وطريقة التعامل معه
على الرغم من عدم وجود علاج محدد يقضي على الفيروس، فإن هناك بعض الإجراءات التي تساعد في تخفيف الأعراض وتسريع الشفاء، ومن أهم هذه الإجراءات الراحة التامة وتناول السوائل بكثرة للحفاظ على ترطيب الجسم، إضافة إلى استخدام المسكنات مثل الباراسيتامول لتخفيف الحمى.
ويمكن أيضًا استخدام الكريمات المهدئة لتقليل الحكة، مثل غسول الكالامين أو بعض مضادات الهيستامين الموضعية، وفي بعض الحالات الشديدة قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير، خاصة للأشخاص المعرضين لمضاعفات خطيرة.
الوقاية من جدري الماء وأهمية التطعيم
يعد التطعيم ضد جدري الماء من أكثر الطرق فعالية في الوقاية من الإصابة به وتقليل شدته في حال حدوث العدوى، ويتوفر لقاح جدري الماء على شكل جرعتين تُعطيان في مرحلة الطفولة، مما يساعد في بناء مناعة قوية ضد الفيروس.
ويوصى أيضًا بإعطاء اللقاح للبالغين الذين لم يصابوا به من قبل أو لم يتلقوا التطعيم في صغرهم، خاصة إذا كانوا يعملون في أماكن قد تعرضهم للفيروس مثل المدارس أو المستشفيات، وإلى جانب اللقاح فإن اتباع إجراءات النظافة الشخصية والابتعاد عن المصابين يمكن أن يقلل من فرص انتقال العدوى بشكل كبير.