التمثيل الغذائي هو العملية التي يحول بها الجسم الطعام إلى طاقة لدعم وظائفه الحيوية، وأثناء الصيام يخضع التمثيل الغذائي لسلسلة من التغيرات،ؤ التي تساعد الجسم على التكيف مع نقص الطعام لفترات طويلة، مما يؤدي إلى استخدام مصادر طاقة بديلة، وتحفيز آليات بيولوجية تعزز من كفاءة استهلاك الطاقة وتجديد الخلايا.
هذه التغيرات تؤثر في مستويات السكر في الدم، معدل حرق الدهون، وكفاءة الأعضاء المختلفة في أداء وظائفها.
التحولات الأيضية أثناء الصيام
في الساعات الأولى بعد الامتناع عن الطعام يعتمد الجسم على الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات كمصدر أساسي للطاقة، ويتم استهلاك هذا المخزون خلال 8 إلى 12 ساعة من الصيام، وبعدها يبدأ الجسم في البحث عن بدائل أخرى للحفاظ على النشاط البدني والعقلي، ومع استمرار الصيام يتحول الجسم إلى عملية تُعرف باسم "تحلل الدهون" حيث يبدأ في تكسير الدهون المخزنة للحصول على الطاقة.
وينتج من هذه العملية أحماض دهنية تستخدم كمصدر بديل للطاقة، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، وتحفيز حرق الدهون بشكل أكثر فعالية.
وعندما يستمر الصيام لفترة أطول يبدأ الكبد في إنتاج أجسام كيتونية من الدهون، لتوفير الطاقة للدماغ والعضلات وهي عملية تُعرف باسم "الكيتوزية".
وهذه المرحلة تساعد في تحسين كفاءة استخدام الدهون كمصدر أساسي للطاقة بدلاً من الجلوكوز، مما يسهم في فقدان الوزن وتحسين صحة التمثيل الغذائي.
تأثير الصيام على معدل الأيض
على عكس ما يعتقده البعض لا يؤدي الصيام إلى إبطاء عملية الأيض بشكل فوري، وفي الواقع خلال الأيام الأولى من الصيام يزداد إفراز هرمون الأدرينالين مما يعزز من حرق السعرات الحرارية للحفاظ على مستويات الطاقة، ومع ذلك إذا استمر الامتناع عن الطعام لفترات طويلة جدًا دون تناول وجبات متوازنة قد يبدأ الجسم في تقليل معدل الأيض للحفاظ على الطاقة، وهو ما يحدث في حالات الصيام المفرط أو الحمية القاسية.
التأثيرات الإيجابية للتمثيل الغذائي أثناء الصيام
تحفيز عمليات الإصلاح الخلوي من الفوائد المهمة للصيام حيث يفعل الجسم آلية "الالتهام الذاتي" التي تساعد في التخلص من الخلايا التالفة وإعادة تدوير مكوناتها، مما يعزز صحة الخلايا ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وتحسين حساسية الأنسولين أحد التغيرات الإيجابية التي تحدث أثناء الصيام، حيث يصبح الجسم أكثر كفاءة في استخدام الأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتحفيز حرق الدهون أثناء الصيام يساعد في التخلص من الدهون المتراكمة، مما يساهم في فقدان الوزن وتقليل الدهون الحشوية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كيفية دعم التمثيل الغذائي أثناء الصيام
تناول وجبة إفطار متوازنة تحتوي على البروتينات، الدهون الصحية، والكربوهيدرات المعقدة يساعد في استعادة مستويات الطاقة دون التسبب في ارتفاع مفاجئ في السكر بالدم، وشرب كمية كافية من الماء بين الإفطار والسحور يحافظ على ترطيب الجسم ويمنع الجفاف، مما يدعم وظائف الأيض بشكل صحي، وممارسة النشاط البدني الخفيف، مثل المشي بعد الإفطار، يساعد في تحسين الدورة الدموية وتعزيز عملية حرق الدهون دون إجهاد الجسم.