العصب القذالي، هو متلازمة مرضية حالدا ألمًا حادًا في مؤخرة الرأس والرقبة، نتيجة تهيج أو التهاب الأعصاب القذالية، وهي التي تمتد من الجزء العلوي بالحبل الشوكي إلى فروة الرأس.

وغالبًا ما يُشبه الألم الناتج عن التهاب العصب القذالي الصداع النصفي، لكنه يتميز بحدته وشعور المريض بوخز أو نبضات كهربائية تمتد إلى فروة الرأس والعينين، مما يجعل من الصعب تحريك الرقبة، أو تحمل الضغط على المنطقة المصابة.

ما دور العصب القذالي؟

العصب القذالي الذي يمتد من أعلى الحبل الشوكي إلى فروة الرأس، هو المسؤول عن نقل الإحساس من مؤخرة الرأس والرقبة..

أسباب التهاب العصب القذالي

تتعدد أسباب التهاب العصب القذالي، حيث قد يكون ناتجًا عن الضغط المزمن على الأعصاب نتيجة الجلوس لفترات طويلة بوضعية خاطئة، أو الإصابة المباشرة في منطقة الرقبة.

كما يمكن أن يحدث بسبب حالات طبية، مثل: التهاب المفاصل في الفقرات العنقية، الديسك، أو مرض السكري الذي يؤثر على الأعصاب، وقد يكون التوتر المزمن أو الإجهاد البدني عاملاً محفزًا لتفاقم الأعراض وزيادة شدة الألم.

أعراض التهاب العصب القذالي

تتمثل الأعراض الرئيسية في ألم حاد يبدأ من قاعدة الجمجمة ويمتد إلى مؤخرة الرأس وفروة الرأس، وقد يكون الألم على شكل طعنات كهربائية أو نبضات شديدة.

كما يعاني المصابون من حساسية زائدة لفروة الرأس، وصعوبة في تحريك الرقبة بسبب الألم، وقد تظهر أعراض أخرى، مثل: الإحساس بوخز أو خدر في المنطقة المصابة، وفي بعض الحالات يمتد الألم ليصل إلى العينين، مما قد يسبب حساسية للضوء وعدم وضوح في الرؤية.

الفرق بين التهاب العصب القذالي والصداع النصفي

غالبًا ما يتم الخلط بين التهاب العصب القذالي والصداع النصفي بسبب تشابه الأعراض، لكن هناك فروق واضحة بينهما، حيث يكون الألم الناتج من التهاب العصب القذالي حادًا ومتمركزًا في مؤخرة الرأس، ويمتد على طول الأعصاب القذالية، بينما يكون الصداع النصفي مصحوبًا بالغثيان والحساسية الشديدة للضوء والصوت.

كما أن التهاب العصب القذالي يكون أكثر استجابة للمس المباشر، حيث قد يؤدي الضغط الخفيف على قاعدة الجمجمة إلى تفاقم الألم.

طرق العلاج وتخفيف الألم المرتبط بالتهاب العصب القذالي

يعتمد علاج التهاب العصب القذالي على تخفيف الألم وتقليل الالتهاب في الأعصاب المصابة، حيث يُنصح باستخدام الكمادات الدافئة على الرقبة لتخفيف التوتر العضلي، وتحسين تدفق الدم إلى المنطقة المصابة.

كما أن تدليك الرقبة بلطف يساعد في تقليل الضغط على الأعصاب، ويمكن استخدام الأدوية المضادة للالتهابات مثل الإيبوبروفين أو مرخيات العضلات، لتخفيف التشنج العضلي المصاحب.

وفي بعض الحالات قد يوصي الطبيب بحقن الستيرويدات الموضعية لتقليل الالتهاب وتخفيف الألم لفترات أطول.

أهمية العلاج الطبيعي وتمارين التمدد في تحسين الحالة

يساعد العلاج الطبيعي في تحسين حركة الرقبة وتقليل التهيج العصبي، حيث تتضمن الجلسات العلاجية تقنيات التدليك العلاجي، تمارين التمدد لتخفيف الضغط عن الأعصاب، وتقنيات العلاج بالحرارة أو التحفيز الكهربائي لتقليل الألم.

كما أن تصحيح وضعية الجلوس والنوم يلعب دورًا مهمًا في منع تفاقم المشكلة، حيث يُنصح باستخدام وسادة طبية تدعم الرقبة أثناء النوم وتقليل الجلوس بوضعيات تسبب ضغطًا على الفقرات العنقية.

الحالات التي تتطلب تدخلًا طبيًا متقدمًا

في بعض الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية، قد يكون هناك حاجة إلى علاجات أكثر تقدمًا مثل العلاج بحقن البوتوكس لتقليل التشنج العضلي، أو في الحالات النادرة، يمكن اللجوء إلى الإجراءات الجراحية، مثل: تحفيز العصب القذالي أو إزالة الضغط عن الأعصاب في حال وجود مشكلة هيكلية، مثل: الانزلاق الغضروفي، ويجب استشارة الطبيب إذا استمر الألم لفترات طويلة، أو تسبب في تقييد الحركة بشكل كبير.