التبرع بالدم هو من الأعمال الإنسانية التي تُساهم في إنقاذ حياة الكثيرين، لكنه لا يقتصر فقط على فوائده للمرضى المحتاجين، بل يحمل أيضًا العديد من الفوائد الصحية للمتبرع نفسه، حيث يُساعد في تحسين صحة القلب، تقليل نسبة الحديد الزائد في الجسم، وتعزيز إنتاج خلايا دم جديدة، مما يُساهم في تحسين الصحة العامة، وهناك بعض الدراسات التي تُشير إلى أن التبرع بالدم بانتظام قد يُقلل من فرص الإصابة ببعض أنواع السرطان، لكن كيف يحدث ذلك؟
دور تقليل الحديد في خفض مخاطر الإصابة بالسرطان
أحد العوامل التي تربط بين التبرع بالدم وتقليل خطر الإصابة بالسرطان هو دوره في خفض مستويات الحديد في الجسم، حيث إن ارتفاع نسبة الحديد قد يُساهم في زيادة الإجهاد التأكسدي، وهو عملية ينتج عنها تكوّن الجذور الحرة التي قد تُلحق الضرر بالخلايا وتُحفّز حدوث الطفرات التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، لذلك فإن التبرع المنتظم بالدم يُساعد في الحفاظ على مستويات الحديد ضمن الحدود الطبيعية، مما قد يُقلل من فرص حدوث تلف الخلايا المرتبط بنمو الأورام.
تأثير التبرع بالدم على تجديد الخلايا وتحسين الدورة الدموية
عند التبرع بالدم، يعمل الجسم على تعويض الكمية المفقودة من خلال تحفيز نخاع العظم لإنتاج خلايا دم جديدة، هذه العملية تُساهم في تنشيط الدورة الدموية وتحفيز تجديد الخلايا بشكل مستمر، مما يُحسن من جودة الدم ويُقلل من تراكم الخلايا التالفة أو الضعيفة التي قد تكون عرضة للتحولات السرطانية، كما أن تحسين تدفق الدم يُساعد في تعزيز صحة الأنسجة وتقليل فرص حدوث الالتهابات المزمنة التي قد تكون عاملاً مساعدًا في نمو الأورام.
التبرع بالدم ودوره في تقليل الالتهابات المزمنة
الالتهابات المزمنة تعتبر بيئة خصبة لنمو الخلايا السرطانية، حيث تسبب تحفيزًا مستمرًا لجهاز المناعة وإطلاق مواد قد تُساعد في تكاثر الخلايا غير الطبيعية، التبرع بالدم يُساعد في تقليل الالتهابات من خلال إزالة بعض المركبات الالتهابية الموجودة في الدم، مما يُقلل من احتمالية حدوث التغيرات الخلوية التي قد تؤدي إلى السرطان، وهذا يُفسر ارتباط التبرع المنتظم بالدم بتقليل خطر الإصابة ببعض السرطانات مثل سرطان الكبد، الرئة، والجهاز الهضمي.
هل التبرع بالدم كافٍ للوقاية من السرطان؟
على الرغم من الفوائد العديدة للتبرع بالدم، إلا أنه لا يمكن اعتباره وسيلة مباشرة أو مؤكدة للوقاية من السرطان، بل يُساهم كعامل مساعد في تقليل بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة، لذلك يُفضل دمج التبرع بالدم مع نمط حياة صحي يشمل تناول نظام غذائي متوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب العادات الضارة مثل التدخين والتعرض المفرط للملوثات، وذلك لضمان تقليل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان.