يعد شهر رمضان في ليبيا مناسبة تجمع بين الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية العريقة، حيث تتزين المنازل بزينة رمضان، وتتهيأ العائلات لاستقبال الشهر الكريم بأجواء مليئة بالفرح والروحانية.

مائدة الإفطار: تنوع بين المذاقات المحلية والعالمية

مع حلول أذان المغرب، تجتمع العائلات حول مائدة الإفطار، التي تتميز بتنوعها بين الأطباق الليبية التقليدية وبعض التأثيرات من المطبخ الإيطالي والمغربي ومن أشهر الأطباق التي تزين السفرة الليبية:

حساء الشعير وهو طبق دافئ وغني يفتح الشهية بعد يوم من الصيام.

البوريكة وهو عبارة عن عجينة محشوة باللحم أو الجبن، وتُقلى حتى تصبح ذهبية اللون.

الكفتة والبراك وهي وجبات تعتمد على اللحم المفروم المتبل بطرق مختلفة.

البازين وهي طبق تراثي مصنوع من دقيق الشعير، يتم تناوله مع المرق.

المبكبكة من أشهر الأكلات وهي معكرونة ليبية مطهوة بصلصة الطماطم واللحم.

الكسكسي يعد من الأطباق التي تحضر غالبًا في المناسبات العائلية.

العصبان أكلة تقليدية مكونة من أمعاء الخراف أو البقر المحشوة بالأرز واللحم.

المحمصة والشرمولة من الأطباق التي تعكس الطابع الليبي الأصيل، حيث تُطهى "الشرمولة" بعجينة الزبيب مع البصل وزيت الزيتون والتوابل.

المشروبات والحلويات الرمضانية

بعد الإفطار، يتناول الليبيون القهوة المحلاة بحبة الكزبرة، إلى جانب التمر وكوب من الحليب، وهي طقوس رمضانية متوارثة، أما الحلويات فتعد "السفنز" من أشهرها، وهي عجينة مقلية تقدم مع السكر أو العسل أو دبس التمر، وتُؤكل ساخنة.

الأجواء الرمضانية بعد الإفطار

بعد تناول الإفطار، يتوجه أفراد الأسرة إلى أداء صلاة العشاء والتراويح في المساجد، ثم ينطلقون في الشوارع لحضور السهرات الرمضانية التي تتضمن أنشطة فنية تراثية ودينية، مثل الإنشاد الصوفي.

"الذوقة": عادة اجتماعية تعزز الروابط الأسرية

من العادات المميزة في ليبيا خلال رمضان عادة "الذوقة"، حيث تتبادل النساء التهاني بالشهر الفضيل، ويرسلن أطباق الطعام إلى جاراتهن في لفتة جميلة تعكس روح التكافل والتعاون بين العائلات.