أنيميا الفول أو نقص إنزيم G6PD هو اضطراب وراثي يؤثر على قدرة الجسم على التعامل مع بعض المواد الكيميائية، مما يؤدي إلى تحلل خلايا الدم الحمراء عند التعرض لمحفزات معينة، ويتسبب هذا المرض في نوبات من فقر الدم الانحلالي، التي قد تكون خفيفة أو شديدة، وفقًا لنوع التعرض وكمية المادة المحفزة.

ولذلك يحتاج المصابون به إلى الحذر الشديد عند تناول بعض الأدوية أو التعرض لبعض الأطعمة والمواد الكيميائية التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية، وإن معرفة الأدوية الممنوعة أمر ضروري لحماية المصابين من المضاعفات المحتملة والحفاظ على استقرار حالتهم الصحية.

الأدوية التي يجب تجنبها

هناك العديد من الأدوية التي قد تسبب تحلل خلايا الدم الحمراء لدى مرضى أنيميا الفول، مما يؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة مثل الشحوب، التعب الشديد، اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، وضيق التنفس، ومن أهم هذه الأدوية بعض المضادات الحيوية مثل السلفوناميدات (مثل السلفاميثوكسازول) والنيتروفورانتوين والكلورامفينيكول التي يمكن أن تؤدي إلى تحلل كريات الدم الحمراء بسرعة.

كما أن مضادات الملاريا مثل البريماكين والكينيين تشكل خطرًا كبيرًا على مرضى أنيميا الفول، حيث تؤدي إلى تدمير سريع لخلايا الدم، بالإضافة إلى ذلك يجب تجنب بعض المسكنات مثل الأسبرين والأدوية التي تحتوي على مادة النابروكسين لأنها قد تزيد من خطر الإصابة بنوبات فقر الدم الانحلالي.

أدوية يجب الحذر عند استخدامها

في بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى استخدام أدوية معينة، لكنها تتطلب إشرافًا طبيًا صارمًا، ومن بين هذه الأدوية بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين التي قد تسبب تحلل الدم عند بعض المرضى، كما أن بعض أدوية علاج السكري، مثل الدايفينيل سلفون، قد يكون لها تأثير سلبي وتؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة، ولذلك من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء جديد، حتى وإن لم يكن مدرجًا ضمن قائمة الأدوية الممنوعة بشكل صريح.

البدائل الآمنة

لحسن الحظ هناك العديد من البدائل الآمنة التي يمكن استخدامها لعلاج الأمراض المختلفة دون التسبب في تفاقم الحالة الصحية لمرضى أنيميا الفول، ويمكن استخدام الباراسيتامول كمسكن للألم وخافض للحرارة، حيث إنه لا يسبب تكسير خلايا الدم الحمراء، كما يمكن استخدام المضادات الحيوية الآمنة مثل البنسلين والأموكسيسيلين، التي لا تؤدي إلى تحلل الدم، وبالإضافة إلى ذلك عند الحاجة إلى علاج الالتهابات، يمكن للطبيب اقتراح أدوية بديلة لا تؤثر سلبًا على صحة المريض.