برودة الأطراف في الشتاء قد تكون أمرًا طبيعيًا بسبب انخفاض درجات الحرارة، لكن استمرار الشعور ببرودة اليدين والقدمين حتى في الصيف يمكن أن يكون مؤشرًا على مشكلة صحية كامنة، إذ قد يكون السبب ضعف الدورة الدموية، ومشكلات في الأعصاب، أو نقص في بعض الفيتامينات والمعادن التي تلعب دورًا أساسيًا في تدفئة الجسم.
ضعف الدورة الدموية وتأثيره على برودة الأطراف
يعتبر ضعف تدفق الدم إلى الأطراف أحد الأسباب الرئيسية لبرودتها، حيث يؤدي ضعف الدورة الدموية إلى عدم وصول كمية كافية من الدم الدافئ إلى اليدين والقدمين، مما يجعلهما باردتين حتى في الطقس الحار، وقد يكون السبب في ذلك مشكلات مثل انخفاض ضغط الدم، تصلب الشرايين، أو الجلوس لفترات طويلة دون حركة.
فقر الدم ونقص الحديد
عندما يعاني الجسم من نقص الحديد، تقل قدرة الدم على حمل الأكسجين بكفاءة، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والبرودة المستمرة في الأطراف، خاصة إذا كان ذلك مصحوبًا بشحوب الوجه، الدوخة، وتساقط الشعر، لذا فإن تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء، الخضروات الورقية، والمكسرات يمكن أن يساعد في تحسين تدفق الدم وتقليل برودة الأطراف.
اضطرابات الغدة الدرقية
تلعب الغدة الدرقية دورًا رئيسيًا في تنظيم حرارة الجسم، وعند حدوث قصور في وظائفها، ينخفض معدل الأيض، مما يؤدي إلى الشعور بالبرودة في الأطراف حتى في درجات الحرارة الدافئة، كما قد يصاحب ذلك أعراض أخرى مثل زيادة الوزن، وجفاف الجلد، والتعب المستمر، لذا فإن إجراء فحوصات الغدة الدرقية يساعد في الكشف عن أي خلل وعلاجه
نقص الفيتامينات وتأثيره على الأعصاب
بعض الفيتامينات، مثل فيتامين ب12 والمغنيسيوم، ضرورية لصحة الأعصاب والدورة الدموية، حيث يؤدي نقص فيتامين ب12 إلى تلف الأعصاب الطرفية، مما قد يسبب إحساسًا بالبرودة، والتنميل، أو الوخز في اليدين والقدمين، كما أن نقص المغنيسيوم قد يؤثر على الأوعية الدموية ويقلل من تدفق الدم إلى الأطراف، لذا فإن تناول الأطعمة الغنية بهذه الفيتامينات مثل الأسماك، البيض، والمكسرات يساعد في تحسين تدفق الدم وتقليل الإحساس بالبرودة.
مرض رينود وتأثيره على برودة الأطراف
يعد مرض رينود أحد الاضطرابات التي تؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية في الأطراف عند التعرض للبرودة أو التوتر، مما يسبب برودة شديدة في اليدين والقدمين، وقد تتغير لون الأصابع إلى الأبيض أو الأزرق لفترة قصيرة، ثم تتحول إلى اللون الأحمر عند تدفق الدم مجددًا، وفي الحالات الشديدة قد يكون من الضروري استشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب.
التوتر والضغط النفسي وتأثيرهما على حرارة الجسم
عند التعرض للتوتر المزمن، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية ويقلل من تدفق الدم إلى الأطراف مما يؤدي إلى الشعور بالبرودة، لذا فإن ممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوغا، التأمل، والتنفس العميق، يمكن أن يساعد في تقليل التوتر وتحسين الدورة الدموية.
طرق طبيعية لتدفئة الأطراف وتحسين الدورة الدموية
للتغلب على مشكلة برودة الأطراف يمكن اتباع بعض العادات الصحية التي تساعد في تنشيط الدورة الدموية، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحفيز تدفق الدم، تناول الأطعمة الغنية بالحديد والفيتامينات، وشرب المشروبات الدافئة، وتجنب التدخين والكافيين بكثرة حيث يمكن أن يؤثران على الأوعية الدموية ويقللان من تدفق الدم إلى الأطراف.