970x90

فقدان الشغف وكيف نتعامل معه؟

  • facebook share
  • x share
  • whatsapp share
  • telegram share
  • plus iconfont iconminus icon
  • read mode icon
ا.د. جهان العمران

قد نواجه أحيانًا في رحلة حياتنا المتقلبة كأمواج البحر فترات يخبو فيها الشغف ويتلاشى الحماس. ويمكن أن تعزى هذه الحالة إلى الروتين الممل، أو الإرهاق والاحتراق النفسي، أو الخوف من الفشل، أو المرور بحدث ضاغط أو أزمة شديدة، كفقد عزيز او خسارة مادية او صدمة عاطفية. وهذه الحالة يصعب تفسيرها، حيث نرى أن الشخص قد فقد توهج بريقه، وبات يشعر بالجمود والخمول، فتصبح حياته قاتمة مملة رتيبة، وتغدو وكأنها قد فقدت جمال ألوانها، وتخبو شعلة الحماسة لديه، ويقع تحت وطأة الحزن والقلق، وتتراجع تتطلعاته وأحلامه، أي يمكن أن ينقلب من شخص كان يتمنى الأفضل والأحسن دوما إلى اكتفائه بالحد الأدنى فقط.

إن وصلت إلى هذه المرحلة من فقدان الشغف لا بد من التدخل من أجل إعادة الإشراقة إلى نفسك، واستعادة الشغف بالأشياء والأحداث والأشخاص حولك. وإن هذا ليس بالأمر السهل، بل يحتاج الى تقوية عزيمتك، وإعادة بناء الثقة بذاتك. والخطوة الاولى هي الاعتراف بالمشكلة والرغبة في التغيير. اسأل نفسك، ما الذي كان يثير شغفك من قبل؟ هل هي هواية معينة، كالكتابة او الرسم، أو هو مشروع مهني، أو حتى علاقة شخصية؟ عليك ان تكتشفه ثم تحاول أن تعيد إحياءه، أو يمكنك تجربة أشياء جديدة، فالخروج من منطقة الراحة يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة ويجدد الحماس، كأن تجرب نشاطًا لم تفكر به من قبل، أو تتعلم مهارة جديدة. كتعلم لغة جديدة، أو البحث عن صداقة جديدة، أو السفر لبلد لم تزره من قبل.

من الضروري أن تعيد النظر في أهدافك بأن تجعلها واقعية وقابلة للتحقيق، وأهم شيء الاحتفال بكل إنجاز صغير على الطريق. وعليك البحث عن الدعم النفسي عن طريق التواصل مع الأصدقاء، والأسرة، أو حتى مجموعات دعم يمكن أن تشجعك على المضي قدمًا. ولاتنس أن الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، والراحة الكافية، والتغذية السليمة، والارتماء في أحضان الطبيعة، وممارسة الرياضة كالمشي كلها عوامل تساعد على تعديل المزاج. ولقد أثبتت الابحاث العلمية والتجارب الشخصية ان تعزيز القيم الدينية والروحية، واللجوء الى الخالق عز وجل يأتي في المقام الأول في التنفيس عن الشعور بالالم و الحزن، واستعادة الشغف المفقود.

و أخيرا علينا أن نتذكر أن الشغف ليس شيئًا ثابتًا، بل هو لهب يحتاج إلى التغذية باستمرار بالصبر والمثابرة من اجل زرع الامل في النفس، وتجديد الصداقة مع الحياة.

* أستاذة في علم النفس التربوي

150

الأكثر قراءة

970x90

فيديو