يعتقد الكثيرون أن اتباع نظام غذائي صحي كافٍ لتحقيق فوائد مثل فقدان الوزن، وتحسين الطاقة، وتعزيز الصحة العامة، لكنهم لا يلاحظون أي تحسن رغم التزامهم بتناول الأطعمة المغذية، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية واستفادة الجسم منها بشكل صحيح.

عوامل تؤثر على استفادة الجسم من العناصر الغذائية

وللتعرف على العوامل التي تؤثر على استفادة الجسم من الأطعمة الصحية، تابعوا ما يلي:

اضطرابات الامتصاص وسوء الهضم

قد يكون السبب الرئيسي وراء عدم الاستفادة من الطعام الصحي هو اضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية، مثل متلازمة القولون العصبي، حساسية الغلوتين، ومرض كرون، حيث تؤدي هذه المشكلات إلى ضعف امتصاص الفيتامينات والمعادن، مما يمنع الجسم من الاستفادة الكاملة من الأطعمة الصحية، كما أن نقص الإنزيمات الهاضمة أو خلل في البكتيريا النافعة في الأمعاء قد يعيق الاستفادة من المغذيات.

نقص التوازن الغذائي

على الرغم من تناول أطعمة صحية، قد يفتقد البعض إلى التوازن بين العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات، الكربوهيدرات، والدهون الصحية، حيث إن التركيز على نوع معين من الغذاء دون آخر قد يؤدي إلى عدم حصول الجسم على حاجته الكاملة من الفيتامينات والمعادن، فمثلاً الاعتماد على الخضروات فقط دون مصادر البروتين أو الدهون قد يؤدي إلى نقص الطاقة والشعور بالإرهاق المستمر.

مشكلات في التمثيل الغذائي

التمثيل الغذائي يختلف من شخص لآخر، وبعض الأشخاص يعانون من بطء عملية الأيض، مما يؤثر على قدرة الجسم على الاستفادة من الطعام بشكل فعال، كما أن بعض الحالات الصحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية تؤدي إلى تقليل كفاءة الجسم في استخدام العناصر الغذائية، مما يجعل الشخص يشعر بالإرهاق رغم اتباع نظام غذائي صحي.

عدم التوافق بين نوعية الطعام واحتياجات الجسم

ليس كل نظام غذائي صحي يناسب الجميع، فقد يكون لبعض الأفراد احتياجات غذائية مختلفة بناءً على نشاطهم اليومي، بيئتهم، وحالتهم الصحية، فعلى سبيل المثال، قد يحتاج الرياضيون إلى كميات أكبر من البروتين والطاقة مقارنة بشخص قليل النشاط، كما أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم احتياجات غذائية خاصة بسبب نقص معين مثل الحديد أو فيتامين ب12، مما يتطلب تناول أطعمة محددة لتعويض هذا النقص.

التوتر والضغط النفسي وتأثيرهما على امتصاص الغذاء

يلعب التوتر المزمن دورًا كبيرًا في تقليل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، إذ يؤدي ارتفاع هرمون الكورتيزول إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل بطء حركة الأمعاء أو زيادة حموضة المعدة، مما يعيق امتصاص الفيتامينات والمعادن، لذا فإن الاسترخاء وممارسة تقنيات تقليل التوتر مثل التأمل والتمارين الرياضية يمكن أن يحسن من امتصاص الغذاء.

نقص الترطيب وتأثيره على الاستفادة من الطعام

الماء ضروري لعملية الهضم وامتصاص المغذيات حيث يساعد في نقل الفيتامينات والمعادن عبر الدم إلى الخلايا، كما أن نقص الترطيب قد يؤدي إلى مشكلات مثل الإمساك، بطء التمثيل الغذائي، وضعف امتصاص العناصر الغذائية، لذا فإن شرب كمية كافية من الماء يوميًا يعد عاملًا مهمًا لتحسين الاستفادة من الطعام الصحي.

تناول الطعام بطريقة غير صحيحة

طريقة تناول الطعام قد تؤثر على مدى استفادة الجسم منه، فتناول الطعام بسرعة دون المضغ الجيد قد يؤدي إلى ضعف الهضم وامتصاص المغذيات، كما أن تناول الطعام في أوقات غير منتظمة أو قبل النوم مباشرة قد يؤثر على عملية الأيض، لذا فإن تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا يساعد في تحسين الهضم وزيادة امتصاص العناصر الغذائية.