يُعد النوم هبة ربانية عظيمة، فيه يستعيد الجسد عافيته، وتستكين النفس بعد عناء النهار، إلا أن كثيرًا من الناس اعتادوا النوم تحت أضواء المصابيح أو وهج الشاشات، غير مدركين أن هذا السلوك الظاهري البسيط يُلقي بظلاله الثقيلة على الصحة الجسدية والنفسية.
فالنوم في الضوء لا يؤثر فقط على جودة النوم، بل يتداخل مع العمليات الحيوية التي تحدث أثناء الليل، مما ينعكس سلبًا على صحة القلب، وتوازن الهرمونات، ووظائف الدماغ، وفيما يلي أبرز الأضرار التي قد يسببها النوم تحت الضوء.
الضوء عدوٌ خفي لنعمة النوم
أجسادنا مبرمجة على الانسجام مع تعاقب الليل والنهار، إذ تنضبط "الساعة البيولوجية" عبر الضوء والظلام، فعند حلول الليل يُفرز الجسم هرمون "الميلاتونين"، وهو المسؤول عن تحفيز الشعور بالنعاس وتنظيم دورات النوم ولكن، ما إن يسطع الضوء حتى وإن كان خافتًا يُثبط إفراز هذا الهرمون، فتُشوّش الإشارات الداخلية، ويضطرب النوم.
انخفاض جودة النوم
لا يتمكن النائم في الضوء من بلوغ المراحل العميقة من النوم، مما يؤدي إلى استيقاظ متكرر وشعور بالتعب والإرهاق عند الصباح، مهما طال زمن النوم.
اختلال توازن الهرمونات
تعطيل إفراز الميلاتونين لا يؤثر على النوم فحسب، بل ينعكس على توازن عدة هرمونات أخرى، منها ما يُنظم الشهية، والسكر، والمزاج.
زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة
النوم في الضوء قد يُسهم في ارتفاع خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسُمنة.
تأثيرات نفسية خفية
الحرمان من النوم العميق يؤدي إلى القلق، وتقلبات المزاج، وصعوبة التركيز، مما ينعكس سلبًا على جودة الحياة اليومية.
تأثير خاص على الأطفال
يحتاج الأطفال إلى نومٍ عميق ومتواصل أكثر من البالغين، كما أن النوم في الضوء قد يؤثر سلبًا على نموهم العقلي والجسدي، ويُضعف مناعتهم.
كيف نحمي نومنا من أذى الضوء
اجعل غرفتك مظلمة تمامًا عند النوم، مستخدمًا ستائر حاجبة للضوء أو أقنعة العين.
امتنع عن استخدام الأجهزة الذكية قبل النوم، فوهجها الأزرق يربك الجهاز العصبي.
إن كنت بحاجة إلى ضوء ليلي، فاختر ضوءًا خافتًا مائلًا للون الأحمر، لأنه أقل تأثيرًا على إفراز الميلاتونين.