عسر الهضم من أكثر المشكلات الهضمية شيوعًا، وغالبًا ما يرتبط بالأكل بسرعة أو تناول أطعمة دهنية، لكن في بعض الحالات قد لا يكون السبب واضحًا، إذ توجد عوامل خفية تتداخل بهدوء وتؤثر على كفاءة الجهاز الهضمي دون أن يلاحظها المصاب، ومعرفة هذه الأسباب قد تفتح بابًا لفهم أعمق للمشكلة، وتساهم في إيجاد حلول فعالة بعيدًا عن المسكنات المؤقتة.
التوتر والقلق وتأثيرهما الصامت
تلعب الحالة النفسية دورًا مباشرًا في صحة الجهاز الهضمي، فعند التوتر أو القلق، يفرز الجسم هرمونات تؤثر على حركة الأمعاء وإفرازات المعدة، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة، الانتفاخ أو حتى الغثيان، والشخص القلق باستمرار قد يعاني من عسر هضم متكرر دون أن يربط بين الحالة النفسية والجهاز الهضمي رغم أن العلاقة بينهما وثيقة ومعقدة.
تناول الأدوية بشكل مزمن
بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب ومسكنات الألم والمضادات الحيوية يمكن أن تؤثر على بطانة المعدة أو تخل بتوازن البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء، وهذا الاختلال قد يؤدي إلى عسر هضم مزمن، دون أن يدرك المريض أن الدواء الذي يتناوله بانتظام هو السبب في هذا الخلل، والتوقف المفاجئ أو الاستمرار دون مراجعة الطبيب قد يزيد الأمر سوءًا.
الإفراط في شرب الكافيين أو المشروبات الغازية
الكافيين لا يقتصر تأثيره على اليقظة فقط بل يمتد إلى المعدة، إذ يمكن أن يحفز زيادة حمض المعدة عند تناوله بكثرة، مما يسبب الشعور بالحرقان والامتلاء بعد الأكل، كما أن المشروبات الغازية تؤدي إلى دخول كميات من الهواء إلى المعدة، وهو ما يسبب ضغطًا إضافيًا على الجهاز الهضمي ويزيد من الإحساس بالانتفاخ والضيق.
مشكلات في الغدة الدرقية
الغدة الدرقية تنظم العديد من الوظائف الحيوية من بينها حركة الجهاز الهضمي، وعند اضطرابها سواء بالخمول أو فرط النشاط، قد يعاني الشخص من أعراض مرتبطة بعسر الهضم، وهذه المشكلات غالبًا ما تكون غير مرئية وتحتاج إلى فحوصات خاصة للكشف عنها، لذا من المهم عدم إهمالها إذا تكررت أعراض الجهاز الهضمي بلا سبب واضح.
عدم تحمل بعض الأطعمة دون علم الشخص
هناك حالات من الحساسية أو عدم التحمل تجاه بعض الأطعمة مثل اللاكتوز أو الجلوتين، وقد تكون خفية وتظهر على هيئة عسر هضم متكرر أو شعور بالثقل بعد تناول وجبات معينة، والأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الحساسية قد لا يلاحظون أن نوعًا معينًا من الطعام هو السبب خاصة إن لم تكن الأعراض حادة، ما يجعل التشخيص أكثر تعقيدًا.
