على عكس الاعتقاد الشائع بأن النساء أكثر تأثرًا بالحالة النفسية، تشير الأبحاث إلى أن الرجال أيضًا يعانون من اضطرابات نفسية قد تكون أخطر بسبب كتمانهم لها أو عدم طلبهم للمساعدة بسهولة، والتركيبة النفسية للرجل إلى جانب الضغوط المجتمعية والأدوار المتوقعة منه تجعله عرضة لأنواع محددة من الاضطرابات التي غالبًا ما تمر دون تشخيص واضح.
الاكتئاب المقنع عند الرجال
الاكتئاب عند الرجل لا يظهر بنفس الطريقة التي يظهر بها عند المرأة، فقد لا يتحدث الرجل عن مشاعره الحزينة أو إحساسه بالوحدة بل يظهر الأمر على شكل عصبية زائدة أو تصرفات متهورة، وهذا النوع من الاكتئاب يُطلق عليه الاكتئاب المقنع، لأنه يخفي نفسه خلف سلوكيات اجتماعية تجعل الآخرين لا يدركون أنه يمر بأزمة نفسية حادة، وتجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى تطور المشكلة والوصول إلى مراحل أكثر خطورة.
اضطراب القلق العام والتوتر المزمن
الرجال الذين يتحملون مسؤوليات كبيرة في العمل أو الأسرة يكونون أكثر عرضة للإصابة بقلق مزمن واضطراب القلق العام، وهو شعور مستمر بالخوف أو الترقب دون سبب واضح، وقد يظهر ذلك في صورة أرق، توتر عضلي، سرعة غضب، أو انشغال دائم بأفكار سلبية تخص المستقبل، وعدم القدرة على التعبير عن هذه المخاوف تجعل الرجل فريسة سهلة للإجهاد النفسي والجسدي في آنٍ واحد.
اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
هذا الاضطراب يشاهد بنسبة أعلى بين الرجال مقارنة بالنساء، ويتسم بغياب الشعور بالندم بعد ارتكاب الخطأ، والاستهتار بحقوق الآخرين، والميل إلى السلوك العنيف أو الخطر، ويعتقد أن التنشئة الاجتماعية التي تشجع الذكور على الكبت والتبلد العاطفي قد تكون من العوامل التي تؤدي إلى ظهور هذا النمط من الشخصية، كما تلعب الوراثة والبيئة المحيطة دورًا لا يمكن تجاهله.