يعود إلى مملكتنا الغالية هدير المحركات القادمة من قلب الصحراء البحرينية عبر سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1، هذه الحلبة التي باتت مقصد محبي وعشاق رياضة سباق السيارات، والتي تشهد من خلالها المملكة توافد مختلف الجنسيات من كافة دول العالم، ليستمتعوا بالسباق داخل الحلبة، وكذلك بمواقعنا السياحية بمختلف محافظات ومناطق البحرين، وبالطبع تستغل الجهات المعنية وجود تلك الأفواج من السياح والزوار لغرض التعريف عن الوطن وعن الفرص التي يقدمها في مختلف المجالات العقارية والسياحية والتجارية وغيرها، وهو جانب نُشيد من خلاله بالقائمين على التنظيم والإعداد لتلك الأفواج التي لربما تزور المملكة للمرة الأولى.
من جانبنا نحن كأولياء أمور وكإعلاميين ومهمها اختلفت تخصصاتنا الوظيفية ومجالات الاهتمام، إلا أننا نتفق خلال هذه الفترة على أهمية استغلال هذا الحدث العالمي، وإن كانت الجهات ذات العلاقة تقوم بدورها على الوجه الأكمل، إلا أن هناك أدواراً أخرى منوطة بنا وهي تعزيز المكتسبات والإنجازات الوطنية لأبنائنا، حيث يعتبر هذا الحدث فرصة حقيقية لتعزيز الهوية الوطنية ونستذكر من خلالها الأحداث المختلف التي تستضيفها المملكة لنقدمها لأبنائنا مقرونة بأهمية التنظيم والاستضافة وما تقدمه تلك الفعاليات من تعزيز مكانة المملكة على الصعيد الدولي، من خلال استضافة سباق الفورمولا نستذكر أولى الاستضافات والتنظيمات وخاصة الرياضية منها، وعلى سبيل المثال وفي بداية السبعينات نظّمت واستضافت البحرين أول نسخة من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم، وهي البطولة التي ساهمت في الارتقاء برياضة كرة القدم محلياً وخليجياً، وأسهمت في بناء المنشآت والملاعب الرياضية، وعزّزت من أعداد ممارسي كرة القدم، التي انطلقت من هذه البطولة إلى المدارس بكافة مراحلها التعليمية، وتمّ اكتشاف العديد من المواهب، وصدّرت المدارس والأحياء السكنية والفرجان العديد من اللاعبين الذين ساهموا في تحقيق الإنجازات.
ومن كرة القدم ننطلق في الشرح والتوصيف لأبنائنا الذين هم عماد المستقبل وقادة التطوير في الأعوام القادمة مساهمة المملكة في باقي الرياضات والأنشطة ككرة الطائرة والسلة واليد وغيرها من الألعاب، وصولاً إلى فكرة إنشاء حلبة البحرين الدولية التي أطلق عليها العالم أنها لؤلؤة الصحراء، هذه الفكرة التي جذبت رياضة السيارات إلى الشرق الأوسط لأول مرة في تاريخها، لتكون البحرين هي الأولى خليجياً وعلى مستوى الشرق الأوسط من ينظّم ويستضيف وينشئ حلبة متخصصة في رياضة سباق السيارات المعروفة بالفورمولا 1.
كم المعلومات هذه التي تتزامن في الاستضافة الحالية من شأنه غرس كمية من الفخر والاعتزاز بالوطن وبمكتسباته، وبالتالي من شأنه أن يعزز الهوية الوطنية لدى الناشئة، وما حققته الفورمولا في التعريف بالبحرين على مستوى العالم، حتى بات الإعلام الدولي ما إن يذكر سباق السيارات إلا وأن يذكر مملكة البحرين ونجاحاتها في ذات الوقت.
عززوا من هويتنا الوطنية، واذكروا لأبنائكم كم هي البحرين كبيرة بمنجزاتها وبكوادرها وبنجاحاتها على مختلف الصعد، بيّنوا لهم حجم الإيرادات والمكتسبات التي حققتها الحلبة طوال الأعوام الماضية، وما هو دورهم في مواصلة هذه النجاحات وكيف من الممكن أن يكونوا شركاء في البناء والتطوير.
