أكد الملياردير الشهير إيلون ماسك أن روبوتات أوبتيموس "Optimus" من شركة تيسلا، التي صممت في البداية كمساعدين منزليين، ستُرسل إلى كوكب المريخ ضمن مهمة فضائية مرتقبة عبر شركة سبيس إكس، وذلك بحلول نهاية عام 2026.
خلفية المشروع
يُعد استكشاف المريخ حلمًا طويل الأمد لأغنى رجل في العالم ، وقد لعبت شركته الفضائية سبيس إكس دورًا محوريًا في خطط وكالة ناسا للوصول إلى الكوكب الأحمر. ويبدو أن إدماج روبوتات أوبتيموس ذاتية التشغيل وثنائية الأرجل في هذه المهمة يمثل تصعيدًا كبيرًا في طموحات ماسك نحو الفضاء، ويعزز نفوذه في مجال استكشاف الكواكب.
من الروتين اليومي إلى الفضاء الخارجي
ظهرت روبوتات "أوبتيموس" لأول مرة خلال حدث "We, Robot" الذي نظمته تيسلا في أكتوبر 2024، حيث استعرضت قدراتها المدهشة في أداء المهام المنزلية مثل جزّ العشب، التسوق، رعاية الأطفال، وحتى التفاعل الاجتماعي.
وقال ماسك حينها:"ستفعل أي شيء تريده. يمكنها أن تكون معلمًا، جليسة أطفال، تمشي كلبك، أو حتى صديقك المفضل. أي شيء تتخيله، ستفعله."
وقد أظهرت النماذج المعروضة في الحدث قدرة على الحركة والتفاعل الحيّ مع الجمهور، مما جعل التوقعات ترتفع بشأن إمكانياتها المستقبلية.
الانطلاق نحو المريخ
في تصريح جديد، قال ماسك على منصة X (تويتر سابقًا): "نأمل أن تنطلق المركبة الفضائية إلى المريخ بنهاية العام المقبل مع روبوتات أوبتيموس المستكشفة!"
هذه هي المرة الأولى التي يربط فيها ماسك بشكل مباشر بين مشروع المريخ وروبوتات تيسلا، ما يفتح الباب أمام استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تمهيد الطريق لبعثات بشرية لاحقة.
هل الخطة واقعية؟
رغم حماسة ماسك، هناك من يشكك في جدوى الإطار الزمني. وقال ديريك بيتس، كبير علماء الفلك في معهد فرانكلين بفيلادلفيا: "إذا نظرنا للأمور بواقعية، فالوصول إلى المريخ سيستغرق وقتًا. هل يمكن أن يحدث خلال هذا العقد؟ ممكن، لكن مع الكثير من المخاطر."
من جانبه، صرّح كريس إمبي، أستاذ علم الفلك في جامعة أريزونا، أن نجاح المهمة سيتطلب عشرات التجارب الناجحة لمركبة "ستارشيب"، وأكد أنه من المستحيل إرسال بشر إلى المريخ خلال ولاية ترامب الرئاسية، واصفًا ذلك بـ"المستحيل عمليًا".
وعلى الرغم من طموحات إيلون ماسك، لم يتم بعد تحديد موعد رسمي لإطلاق رحلة غير مأهولة إلى المريخ عام 2026. ومن المعروف أن ناسا وسبيس إكس تعلنان عن مواعيد الإطلاق قبل عام من تنفيذها، ما يعني أن أي خطوة جادة في هذا السياق ستتضح مع نهاية 2025.
ويواصل ماسك بث التفاؤل، مؤكدًا أن إرسال روبوتات إلى المريخ هو مجرد بداية لتحقيق حلمه الأكبر:"بناء مدينة مكتفية ذاتيًا على سطح المريخ خلال 20 عامًا. يجب ألا نضع كل بيضنا في سلة كوكب واحد."
ويبدو أن سباق البشرية نحو المريخ بدأ بالفعل، ولكن هذه المرة، بخطى الروبوتات.