شلل الأطفال هو مرض فيروسي معدٍ تسببه سلالة من الفيروسات المعروفة باسم فيروس شلل الأطفال، ويصيب هذا الفيروس الجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى شلل دائم في بعض الحالات.

كان المرض منتشرًا على نطاق واسع في الماضي، لكنه انخفض بشكل كبير بفضل حملات التطعيم، ومع ذلك لا يزال شلل الأطفال يشكل خطرًا في بعض المناطق التي تعاني من ضعف الرعاية الصحية أو نقص اللقاحات، مما يجعل التوعية حول أسباب الإصابة ضرورية للوقاية منه.

طرق انتقال الفيروس

ينتقل فيروس شلل الأطفال بشكل رئيسي عن طريق الفم، حيث يدخل الجسم من خلال تناول الطعام أو الماء الملوث ببراز شخص مصاب، ويعد تلوث مياه الشرب والصرف الصحي غير السليم من العوامل التي تساهم في انتشار العدوى، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية، ويمكن للفيروس أيضًا أن ينتقل من خلال الاتصال المباشر مع شخص مصاب، خاصة إذا لم يتم الاهتمام بالنظافة الشخصية مثل غسل اليدين بعد استخدام الحمام.

عوامل تزيد من خطر الإصابة

تزداد احتمالية الإصابة بشلل الأطفال لدى الأطفال الصغار الذين لم يتلقوا اللقاح المضاد للفيروس، حيث يكونون أكثر عرضة لانتقال العدوى في حال تعرضهم للفيروس، كما أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة سواء بسبب أمراض مزمنة أو سوء التغذية يكونون أكثر عرضة للإصابة وتطور مضاعفات خطيرة عند التقاط الفيروس، وتلعب الظروف البيئية أيضًا دورًا مهمًا، حيث تنتشر العدوى بسهولة في الأماكن المزدحمة التي تعاني من سوء الصرف الصحي.

دور اللقاحات في الوقاية

يعتبر التطعيم الوسيلة الأكثر فعالية في الوقاية من شلل الأطفال، حيث يوفر حماية قوية ضد الإصابة بالفيروس، ويتم إعطاء لقاح شلل الأطفال على عدة جرعات تبدأ في مرحلة الطفولة، مما يساعد في تعزيز المناعة ضد العدوى، وبفضل برامج التطعيم العالمية، انخفضت حالات الإصابة بشكل كبير، لكن استمرار التطعيم ضروري للحفاظ على هذه المكاسب ومنع عودة انتشار المرض.

المضاعفات المحتملة

في بعض الحالات قد لا تظهر أي أعراض على المصاب، لكن في حالات أخرى، قد يؤدي الفيروس إلى التهاب الأعصاب وتلف الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى ضعف العضلات أو حتى الشلل الدائم، وقد يؤثر الشلل على الأطراف خاصة الساقين، وفي بعض الحالات النادرة قد يصل إلى عضلات التنفس، مما يشكل تهديدًا على حياة المصاب، لهذا السبب يعتبر الكشف المبكر عن الإصابة واتخاذ التدابير اللازمة أمرًا مهمًا لتجنب المضاعفات الخطيرة.