في عالمنا المعاصر، نعيش في محيط مليء بالعلاقات المعقدة والمتشابكة، بعضها يبني، وبعضها الآخر قد يُدمّر، فالعلاقات السامة هي تلك التي تستهلك الطاقة وتسبب الألم النفسي، مما يؤثر سلبًا على صحتنا النفسية والعاطفية.

إذا كنت تجد نفسك محاصرًا في علاقة سامة، سواء مع شخص قريب، صديق، زميل في العمل، أو أحد أفراد الأسرة، فإن عليك اتخاذ خطوات جادة وفعّالة للتعامل معها والابتعاد عن تأثيراتها السلبية، لذا رصدنا إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع تأثير هذه العلاقات السامة:

الاعتراف بوجود العلاقة السامة

أول خطوة للتعامل مع أي علاقة سامة هي الاعتراف بأنها كذلك، وقد يكون من الصعب تقبل فكرة أن علاقة معينة تضرّك بدلًا من أن تفيدك، لكن هذا الاعتراف يعد بمثابة نقطة البداية لتحررك من هذه العلاقة؛ لأنه قد تكون هذه العلاقات مصحوبة بمشاعر متناقضة مثل الحب والخوف، والتقدير والاستغلال، والأمل والإحباط.

تحديد الحدود الصحية

بعد الاعتراف بالعلاقة السامة، تأتي خطوة تحديد الحدود، أو بالأحرى حماية حدودك الشخصية، فالحدود الصحية هي تلك المسافة التي تضعها بينك وبين الشخص الآخر لحماية نفسك عاطفيًا ونفسيًا، وقد تشمل هذه الحدود تجنب مواضيع معينة قد تؤدي إلى الصراع، أو وضع حدود واضحة بشأن وقت تواصلك مع هذا الشخص.

التواصل بشكل صريح وواضح

في بعض الأحيان، يكون من المفيد أن تواجه الشخص الآخر مباشرة، وتوضح له تأثير سلوكه عليك، وفي العادة قد يكون هذا صعبًا لأنه لن يتقبله بسهولة، و لكن إذا كنت تشعر بالراحة والأمان في العلاقة، يمكن أن يكون الحديث المفتوح هو الحل، فعند الحديث حاول أن تكون هادئَا وصريحًا، وتجنب التصعيد أو اللجوء إلى الاتهامات.

الاعتناء بالنفس

في العلاقة السامة، يمكن أن يستهلك الشخص الآخر الكثير من طاقتك العاطفية، بل بالتأكيد ستكفو كل ألاعيبه النفسية لسحبك والتحكم فيك على سطح العلاقة، في هذا الوقت بالتحديد يجب أن تعتن بنفسك جيدًا، ولا تسمح له من الاقتراب من ثوابتك، وقم ببناء استراتيجيات قوية لحماية شخصيتك من سطوته، ومارس الأنشطة التي تحبها.

البحث عن الدعم النفسي

في بعض الحالات، قد تكون العلاقات السامة معقدة لدرجة أنها تؤثر على حياتك بشكل كبير، ولا تستطيع التخلص منها لأن الطرف المرتبط معه في العلاقة قد يكون أحد أفراد أسرتك التي تقطن معهم، هنا يأتي دور العلاج النفسي أو الاستشارة المتخصصة؛ حيث أن الحديث مع أخصائي نفسي يمكن أن يساعدك في فهم كيف تؤثر هذه العلاقة على حياتك وكيف يمكنك اتخاذ خطوات فعّالة لتحرير نفسك منها.

الابتعاد والانسحاب إذا لزم الأمر

إذا استمرت العلاقة في التأثير سلبًا على صحتك النفسية والعاطفية بعد اتخاذ جميع الخطوات السابقة، إذًا فحان وقت الانسحاب، فسلامتك النفسية هي الأولوية، وبعد الانسحاب اعطِ نفسك الوقت والمساحة للتعافي وبناء حياة جديدة مليئة بالسلام الداخلي.

وفي النهاية، فإن العلاقات السامة هي جزء من واقع الحياة، وقد نصادفها في العديد من المواقف، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية التعامل معها بذكاء وحكمة.