تخيل أن تستغرق في نومٍ عميق، ثم فجأة تستيقظ مختنقًا وكأنك "تشرق" بشيء ما هذا الإحساس المزعج يُعرف بالشرقة أثناء النوم، وقد يحدث فجأة دون سابق إنذار، ويُربك الإنسان في لحظة بين النوم واليقظة، لكن ما السبب وراء هذه الظاهرة؟ وهل هي مجرد حالة عابرة، أم مؤشر على مشكلة صحية أعمق؟.
في هذا التقرير، نكشف لك الأسباب المحتملة للشرقة أثناء النوم، ومتى تستدعي القلق، وكيف يمكن الوقاية
ما المقصود بـ"الشرقة أثناء النوم"؟
الشرقة هي رد فعل انعكاسي يحدث عندما يدخل جسم غريب مثل اللعاب أو الطعام أو السوائل أو حتى حمض المعدة في مجرى التنفس بدلًا من المريء، مما يؤدي إلى انقباض مفاجئ في الحلق للسعال أو التخلص من هذا الجسم.
عندما تحدث أثناء النوم، تكون مزعجة بشكل خاص، وقد تتسبب في استيقاظ مفاجئ مصحوب بسعال، أوشعور بالاختناق،أو لهاث، أو إحساس بحرقة في الحلق والصدر.
الأسباب التفصيلية للشعور بالشرقة أثناء النوم
الارتجاع المعدي المريئي
هو صعود محتويات المعدة الحامضية إلى المريء، وأحيانًا إلى الحلق.
الأعراض المصاحبة تشمل حرقة في الصدر، وطعم مر في الفم، وسعال ليلي، وبحة في الصوت.
وتحدث الشرقة نتيجة الحمض الذي يصل إلى الحلق أثناء النوم، خصوصًا عند الاستلقاء مباشرة بعد الأكل، فيسبب تهيجًا واختناقًا.
انقطاع النفس الانسدادي النومي
توقف التنفس لثوانٍ عديدة بسبب انسداد في مجرى التنفس العلوي.
الأعراض تشمب شخير،و نوم متقطع، وتعب صباحي، وصداع عند الاستيقاظ.
تحدث الشرقة هنا حين يعود الهواء فجأة بعد الانسداد، ما يسبب لهاثًا قويًا أو سعالًا يشبه الشرقة.
البلع الخاطئ أو ضعف عضلات البلع
تحدث الشرقة في هذة الحالة في الغالي لكبار السن، أو من يعانون من أمراض عصبية.
السبب في الشرقة في هذة الحالة دخول سوائل أو لعاب إلى مجرى التنفس أثناء النوم.
جفاف الحلق والفم
التنفس من الفم، أو النوم في بيئة جافة، أوتناول أدوية مدرة أو مضادة للهستامين.
في هذة الحالة يصبح الحلق أكثر عرضة للتهيج، وأي تجمع بسيط لللعاب قد يسبب شرقة مفاجئة.
الحساسية أو انسداد الأنف
يجبر الشخص المصاب بانسداد الأنف على التنفس من الفم، مما يزيد خطر جفاف الفم والشرقة، وفي حال وجود مخاط متجمع في البلعوم أو القصبة الهوائية تتفاقم الشرقة.
تناول الطعام قبل النوم مباشرة
قد يزيد الضغط على المعدة، ما يسبب ارتجاعًا حمضيًا أو تسرب بقايا طعام إلى الحلق أثناء النوم.
هل الشرقة أثناء النوم خطيرة؟
ليست كل حالات الشرقة مدعاة للقلق، لكنها تصبح خطيرة إذا
تكررت بشكل متواصل خلال الأسبوع.
صاحبها ضيق نفس شديد أو ازرقاق في الوجه.
أدت إلى اضطراب في النوم أو قلق دائم.
ظهرت لدى شخص يعاني من مشاكل في البلع أو عصبية.
في هذه الحالة، يُنصح بمراجعة الطبيب لإجراء تقييم شامل.
طرق الوقاية والعلاج
تجنب الأكل قبل النوم بـ2 إلى 3 ساعات.
رفع مستوى الرأس عند النوم باستخدام وسادة إضافية أو تعديل السرير.
تقليل الوزن إذا كان هناك زيادة، خاصة في حالات انقطاع التنفس.
معالجة ارتجاع المريء عبر أدوية مثل مضادات الحموضة.
التحكم في الحساسية أو انسداد الأنف باستخدام بخاخات أنفية أو مضادات الهستامين.
شرب الماء بانتظام للحفاظ على رطوبة الحلق.
استخدام أجهزة دعم التنفس الليلي مثل لحالات انقطاع النفس.