تعد التهابات العظام من الحالات الصحية الخطيرة التي تصيب العظام نتيجة عدوى بكتيرية أو فطرية، ما يؤدي إلى التهاب الأنسجة العظمية وتآكلها مع مرور الوقت، ويمكن أن تصيب العدوى أي عظم في الجسم، لكنها غالبًا ما تؤثر على العظام الطويلة مثل عظام الساقين والذراعين، أو الفقرات في العمود الفقري، وتختلف شدة المرض من حالة لأخرى، حيث قد يكون التهاب العظام حادًا أو مزمنًا، مما يستدعي تدخلاً طبيًا سريعًا لمنع حدوث المضاعفات التي قد تؤثر على وظائف العظام والحركة.

أسباب التهابات العظام

تحدث التهابات العظام نتيجة انتشار البكتيريا أو الفطريات إلى العظم من خلال مجرى الدم أو بعد تعرض العظم لإصابة مباشرة مثل الكسور المفتوحة أو الجروح العميقة، وتعد بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية السبب الأكثر شيوعًا لهذه الالتهابات، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو الأمراض المزمنة مثل السكري، وقد تحدث العدوى أيضًا بعد العمليات الجراحية خصوصًا إذا لم يتم تعقيم الأدوات الجراحية أو في حال عدم التئام الجروح بشكل صحيح.

أعراض التهابات العظام

تتنوع أعراض التهابات العظام وفقًا لموقع الإصابة وشدة العدوى، لكنها غالبًا ما تشمل الشعور بألم شديد ومستمر في المنطقة المصابة ويزداد سوءًا مع الحركة أو الضغط، ويصاحب ذلك تورم واحمرار في الجلد المحيط بالعظم المصاب، إضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالقشعريرة، مما يدل على انتشار العدوى في الجسم، وقد يعاني بعض المرضى من التعب العام وضعف الشهية، وفي الحالات المتقدمة قد تتشكل قرح جلدية أو تصريف صديدي من العظم المصاب مما يشير إلى وجود خراج داخلي يحتاج إلى علاج فوري.

طرق التشخيص

يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات لتشخيص التهاب العظام بدقة، حيث يتم إجراء تحليل للدم للكشف عن ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء ومستويات مؤشرات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي C ومعدل الترسيب، كما تستخدم تقنيات التصوير الطبي مثل الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب لتحديد مدى انتشار العدوى داخل العظم، وفي بعض الحالات يتم أخذ خزعة من العظم لتحليلها مخبريًا والتأكد من نوع البكتيريا أو الفطريات المسببة للالتهاب، مما يساعد في اختيار العلاج المناسب.

علاج التهابات العظام

يعتمد علاج التهابات العظام على شدة الإصابة ومدى انتشار العدوى، حيث يتم استخدام المضادات الحيوية الوريدية لفترات طويلة تصل إلى عدة أسابيع للقضاء على البكتيريا المسببة للعدوى، وفي الحالات المتقدمة قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإزالة الأنسجة العظمية المصابة أو تصريف الخراجات المتكونة داخل العظم، وأحيانًا يتم اللجوء إلى تركيب دعامة عظمية لتعويض الأجزاء المتآكلة من العظم واستعادة وظيفته الطبيعية.