وسط منافسة محتدمة في سوق الذكاء الاصطناعي أعلنت شركة OpenAI عن تغييرات مثيرة للجدل في إطار عمل التأهب الخاص بها، مما يفتح الباب أمام إمكانية تخفيف بعض الضوابط الأمنية التي لطالما كانت تعد من أبرز نقاط التميز في منهج الشركة، والتحديثات الجديدة جاءت على خلفية واقع بات أكثر تعقيدًا، حيث تسارع الشركات الكبرى لإطلاق نماذجها المتقدمة ولو على حساب المعايير الأخلاقية والسلامة التقنية.
ضغوط المنافسة تدفع نحو المرونة
في بيان نشر على مدونةOpenAI ، لمّحت الشركة إلى أنها قد تضطر لتقليل بعض اشتراطات الأمان في حال قام منافسون بإطلاق نماذج خطرة دون الالتزام بضوابط مماثلة، وبينما تؤكد الشركة أنها لن تقدم على هذه الخطوة إلا بعد تقييم دقيق وشفاف للمشهد العام، فإن مجرد طرح الاحتمال يعكس تصاعد الضغط الذي تفرضه المنافسة، ويطرح تساؤلات حول ما إذا كان السباق التقني بدأ يطغى على الاعتبارات الأخلاقية.
مخاوف داخلية وخارجية من التراخي في السلامة
هذا التحول في موقف OpenAI يأتي في وقت حساس، حيث تواجه الشركة انتقادات واسعة بشأن ما يُعتبر تراجعًا عن التزامات سابقة تتعلق بالشفافية واختبارات الأمان، وقد دعم عدد من الموظفين السابقين الدعوى القضائية التي رفعها إيلون ماسك ضد الشركة، محذرين من أن أي تغييرات مؤسسية قادمة قد تُضعف ضوابط الحماية أكثر.
وفي حين تنفي OpenAI هذه المزاعم وتؤكد اعتمادها على تقييمات آلية دقيقة، فإن تقارير صحفية من "فاينانشال تايمز" شككت في هذا الطرح، مشيرة إلى أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة تم اختبارها على عجالة أو بناءً على إصدارات قديمة.
إعادة تصنيف المخاطر: نظرة جديدة على قدرات النماذج
ضمن تحديثات إطار العمل، أضافت OpenAI آلية جديدة لتصنيف النماذج بناءً على قدرتها على التسبب بأضرار جسيمة، وإذ يصنف النموذج بأنه "عالي القدرة" إذا كان يضخم المخاطر المعروفة، بينما يُعتبر حرجًا إذا كان قادرًا على خلق مسارات جديدة نحو الخطر، سواء من خلال سلوك غير متوقع أو مقاومة للإيقاف أو حتى بوادر تكاثر ذاتي.
وأكدت الشركة أنها ستفرض ضوابط صارمة على النماذج التي تقترب من هذه الفئة، مع تشديد الإجراءات عند تطويرها أو طرحها للاستخدام العام.
ما الذي يعنيه ذلك للمستقبل؟
التغييرات التي أعلنت عنها OpenAI هي الأولى من نوعها منذ عام 2023، وتأتي في وقت يتزايد فيه القلق العالمي بشأن الذكاء الاصطناعي المتقدم، وتداعياته على السلامة العامة والخصوصية وحتى الوظائف، وعلى الرغم من تعهد الشركة بالحفاظ على مستوى عالٍ من الحماية، إلا أن استعدادها لتخفيف الضوابط في سياق تنافسي يفتح بابًا للجدل حول من يتحكم فعلًا في مستقبل الذكاء الاصطناعي هل المبادئ الأخلاقية، أم السباق التجاري؟.