وسط ضغوط الحياة اليومية وسهو الإنسان عن بعض الواجبات، يبقى دعاء التوبة من أجمل أبواب الرحمة التي فتحها الله لعباده، فهو ليس فقط كلمات تُقال، بل رجوع صادق إلى الله بقلب نادم وروح متلهفة للمغفرة.
خلال السطور التالية نسلط الضوء على قيمة دعاء التوبة في الإسلام، وصيغته التي أوصى بها النبي محمد ﷺ، وكيف يمكن له أن يكون بداية جديدة في حياة كل من ضل الطريق ثم عاد إليه بقلب تائب.
ما هو دعاء التوبة النبوي؟
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاءٌ من أجمل ما قيل في التوبة، وهو سيد الاستغفار الذي رواه البخاري عن شداد بن أوس حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت»، وقال عنه النبي: «من قاله من النهار موقنًا به فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قاله من الليل وهو موقن به، فمات قبل أن يُصبح، فهو من أهل الجنة».
شروط التوبة النصوح.. كيف تُقبل توبتك؟
قال العلماء إن للتوبة شروطًا لا تصح إلا بها، وهي ثلاثة إذا كان الذنب بينك وبين الله أولها الإقلاع عن الذنب فورًا، ثم الندم الصادق على ما فات، ثم العزم على عدم العودة إليه.
وإن تعلّق الذنب بحق إنسان، فهناك شرط رابع: ردّ المظالم أو طلب المسامحة، ويؤكد هذا ما ورد في الآية 82 من سورة طه حيث يقول تعالى: «وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى». فرحمة الله قريبة جدًا، لكنها لا تُعطى إلا لمن جاءها بصدق.
هل هناك دعاء آخر للتوبة؟
وهناك دعاء آخر للتوبة رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره»، وهو دعاء جامع يطهّر القلب، ويُشعر العبد أنه بدأ صفحة بيضاء.
علامات قبول التوبة
من رحمة الله أن نرى آثار قبول التوبة في حياتنا: راحة صدر، تيسير أمر، دمعة لا نعرف سببها، قال ابن القيم: «فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الظامئ بالماء، والفاقد بوجود ضالته».
