في خطوة غير تقليدية كشفت المحطة الإذاعية الشهيرة"CADA" في مدينة سيدني في أستراليا عن استخدام مذيع مولد بواسطة الذكاء الاصطناعي لتقديم إحدى فقراتها تحت اسم " Workdays with Thy " لمدة طويلة، حيث استمر تقديم البرنامج لأكثر من ستة أشهر دون أن يكتشف أمره من قبل الجمهور.

حضور الذكاء الاصطناعي في الخدمة الإعلامية

أكثر ما يثير الاستغراب في هذه التجربة هو أن الصوت الذي يقدمه البرنامج ليس بشريًا، بل هو مولد بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمذيع الافتراضي "ثاي" كان في الواقع مستوحى من شخصية موظف حقيقي في الشركة المالكة للمحطة، وعلى الرغم من أن هذا الأمر لم يُكشف في أي وقت مضى عبر الموقع الإلكتروني للمحطة أو حتى في تفاصيل البرنامج نفسه، فإن القائمين على المحطة أكدوا أن الصوت والشخصية تم تصميمهما لتتماشى مع أسلوب محدد يتناسب مع ذوق المستمعين.

تجربة "Workdays with Thy" هي مجرد مثال على كيفية تكامل الذكاء الاصطناعي مع تقديم المحتوى الإعلامي، وتم استخدام تقنية "ElevenLabs" لتحويل النصوص إلى صوت وهو ما سمح بإنشاء شخصية صوتية واقعية بدرجة كبيرة، ومع مرور الوقت لم يلاحظ المستمعون أن الفقرة تقدمها شخصية افتراضية، مما يعكس تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم المحتوى الإعلامي.

تفاعل الجمهور مع المذيع الافتراضي

من الغريب أن وصف الفقرة في الموقع الإلكتروني للمحطة لم يتضمن أي إشارة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، وبل ركز الوصف على أن "ثاي" يقدم أغاني تتصدر قوائم الموسيقى أو تلك التي على وشك أن تحقق النجاح، وهذا التوجه في تقديم المحتوى يعكس رغبة المحطات في استخدام التكنولوجيا الحديثة لزيادة التفاعل مع المستمعين.

قد تبدو هذه التجربة مفاجئة، لكنها ليست الوحيدة، ومحطات أخرى في أماكن مختلفة من العالم مثل بورتلاند في الولايات المتحدة و"سيرياس إكس إم"، بدأت أيضًا في استخدام مذيعين مولَّدين بالذكاء الاصطناعي لتقديم برامج متنوعة، وبالرغم من ذلك تبقى هذه التجارب حديثة ولا تزال تثير تساؤلات حول مستقبل الإعلام.

الذكاء الاصطناعي ومواجهة تحديات الإعلام التقليدي

هذه التجربة تثير العديد من الأسئلة حول دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام، فبينما يعتبر الذكاء الاصطناعي أداة فعالة في تحسين تجربة المستخدم وتوسيع نطاق الوصول إلى المحتوى، إلا أنه يثير أيضًا قلقًا بشأن كيفية تأثيره على دور المذيعين البشر ومستقبل الوظائف في هذا المجال، ولكن من ناحية أخرى قد يساعد الذكاء الاصطناعي في تقديم محتوى مخصص ومتجدد بطرق قد تكون أكثر كفاءة من الطواقم البشرية.