الإرهاق جزء من حياتنا اليومية، نمر به جميعًا نتيجة الضغوط اليومية والعمل المستمر، لكن هناك فارق كبير بين التعب العادي الذي يمكن استعادته بالراحة وبين ما يسمى «الاحتراق الجسدي» الذي يحمل تداعيات صحية ونفسية خطيرة، والفهم الصحيح لهذه الحالة يمكن أن يقيك العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن إهمال أعراضها.

الفارق بين التعب العادي والاحتراق الجسدي

التعب العادي هو حالة مؤقتة تحدث بعد نشاط بدني أو ذهني مكثف، ويمكن التغلب عليها غالبًا بالراحة القصيرة أو النوم الجيد، لكن الاحتراق الجسدي هو حالة مزمنة من الإرهاق الشديد الناتج عن التعرض المستمر للضغوط لفترة طويلة دون فترات تعافي كافية، بينما يتحسن التعب العادي بعد الراحة، يظل الاحتراق الجسدي متواصلاً ويصاحبه شعور بالعجز والاكتئاب، وقد يتطور إلى مشكلات صحية مستمرة مثل القلق المزمن واضطرابات النوم.

أعراض الإرهاق الجسدي والنفسي

تتمثل أعراض الإرهاق الجسدي والنفسي في شعور مستمر بالإرهاق الشديد دون سبب واضح، وأعراض جسدية مثل الصداع المتكرر وآلام العضلات والمفاصل، كما قد يعاني الشخص من قلة النوم أو النوم المتقطع، مما يؤدي إلى شعور دائم بالتعب.

كما أنه على المستوى النفسي، قد يشعر الشخص بالحزن الشديد، ويفقد الدافع للاستمرار في العمل أو الأنشطة اليومية، حتى التي كان يستمتع بها سابقًا، وفي حالات الاحتراق الجسدي، تصبح المهام اليومية العادية غير قابلة للتحقيق، وقد يصاب الشخص بمشاعر العجز وفقدان الأمل.

أسباب الاحتراق الجسدي

يرتبط الاحتراق الجسدي بشكل رئيسي بالضغط المستمر في العمل، حيث يتعرض الشخص إلى توقعات غير واقعية من المسؤولين أو البيئة المحيطة به، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق المزمن.

ومن الأسباب الأخرى، نقص التقدير والاعتراف بالجهود المبذولة، وكذلك غياب التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، بالإضافة إلى أنه قد يكون الأشخاص الذين يتسمون بالكمالية أو صعوبة في تحديد الحدود الشخصية أكثر عرضة لهذه الحالة، لأنهم يميلون إلى تحميل أنفسهم فوق طاقتها بشكل مستمر.

كيف نتجنب الاحتراق الجسدي؟

تجنب الاحتراق الجسدي يبدأ بإعطاء نفسك الوقت الكافي للراحة والانتعاش بين فترات العمل، فعليكِ ممارسة نشاطات بدنية خفيفة، مثل المشي أو اليوغا، للتخلص من التوتر الجسدي، كما أن تحديد حدود واضحة في العمل وتعلم قول «لا» يمكن أن يخفف من الضغط المستمر.

علاوة على ذلك؛ يجب أن تأخذي فترات راحة منتظمة بعيدًا عن العمل أو أي ضغوطات نفسية، مع التركيز على الأنشطة التي تمنحكِ السعادة والاسترخاء، والدعم النفسي من الأصدقاء أو الأسرة أو حتى المعالجين النفسيين يساعد كثيرًا في تجنب الوصول إلى مرحلة الاحتراق.