اضطراب فقدان الشهية هو أحد اضطرابات الأكل الخطيرة التي تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية، ويعاني المصابون بهذا الاضطراب من خوف شديد من زيادة الوزن مما يدفعهم إلى الامتناع عن تناول الطعام بشكل كافٍ، أو اتباع أنظمة غذائية صارمة تؤدي إلى فقدان وزن غير طبيعي ، وهذا الاضطراب لا يتعلق فقط بالطعام بل يتصل أيضًا برؤية مشوهة لصورة الجسم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
أسباب اضطراب فقدان الشهية
أسباب اضطراب فقدان الشهية قد تكون نفسية، اجتماعية، أو بيولوجية، وعلى المستوى النفسي يعاني العديد من المصابين من انعدام الثقة بالنفس، أو قلق دائم بشأن شكل الجسم، والضغوط الاجتماعية مثل التركيز المبالغ فيه على النحافة المثالية في وسائل الإعلام، تلعب دورًا في تحفيز هذا السلوك، أما من الناحية البيولوجية فبعض الدراسات تشير إلى وجود عوامل وراثية أو خلل في كيمياء الدماغ قد يساهم في الإصابة بهذا الاضطراب، كما يمكن أن تؤدي الصدمات العاطفية أو التجارب السلبية في الطفولة إلى ظهور أعراض فقدان الشهية.
أعراض اضطراب فقدان الشهية
يظهر اضطراب فقدان الشهية بعدة أعراض يمكن ملاحظتها على المستويين الجسدي والسلوكي، ومن الأعراض الجسدية فقدان الوزن الحاد، الإرهاق المستمر، شحوب البشرة، وانقطاع الدورة الشهرية عند الفتيات، كما قد يعاني المريض من انخفاض ضغط الدم، تساقط الشعر، وهشاشة الأظافر، أما على المستوى السلوكي فإن المصاب يميل إلى تجنب تناول الطعام أمام الآخرين، واتباع طقوس غذائية صارمة، مثل تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة جدًا أو تجنب أنواع معينة من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
المضاعفات الصحية لاضطراب فقدان الشهية
اضطراب فقدان الشهية يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الصحة، ومن أبرز هذه المضاعفات ضعف وظائف القلب، حيث يتسبب فقدان الوزن المفرط في انخفاض معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يعرض المصاب لخطر الإصابة بأمراض قلبية، كما يؤدي هذا الاضطراب إلى فقدان كثافة العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، بالإضافة إلى ذلك قد يعاني المريض من اضطرابات في الكلى والكبد، ومشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك المزمن، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي فقدان الشهية إلى فشل في الأعضاء الحيوية وحتى الوفاة.
علاج اضطراب فقدان الشهية
يحتاج علاج اضطراب فقدان الشهية إلى نهج متكامل يشمل الدعم النفسي، التغذية السليمة، والعلاج الطبييُعتبر العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، من أهم الخطوات لمساعدة المريض على تغيير أفكاره وسلوكياته المرتبطة بالطعام وصورة الجسم، ومن الضروري أيضًا استعادة الوزن بطريقة صحية تحت إشراف مختص في التغذية لضمان حصول الجسم على العناصر الغذائية اللازمة، وفي بعض الحالات، قد يتطلب العلاج استخدام الأدوية لعلاج القلق أو الاكتئاب المصاحب للاضطراب.
أهمية الدعم الأسري والمجتمعي
يلعب الدعم الأسري والمجتمعي دورًا كبيرًا في رحلة التعافي من اضطراب فقدان الشهية، فمن المهم أن يكون أفراد العائلة على دراية بالمرض وكيفية التعامل مع المريض بطريقة تشجيعية وغير انتقادية، كما أن المشاركة في مجموعات الدعم يمكن أن تساعد المريض على الشعور بأنه ليس وحده في هذه المعركة.