مروان الجميلي
ظرف قديم أعاد الأمل في لقاء طال انتظاره.. مصرية مقيمة في البحرين تبحث عن والدتها العراقية في الأردن بعد 36 عامًا من الفراق
في مشهد إنساني مؤلم يهزّ القلوب، أطلقت السيدة المصرية نهى عبدالمنعم، المقيمة في مملكة البحرين، مناشدة مؤثرة للعثور على والدتها العراقية التي افترقت عنها وهي طفلة لم تتجاوز الأربع سنوات، وظلت تحلم بلقائها لأكثر من ثلاثة عقود ونصف أو أقل من ذلك.
تقول نهى بصوت مكسور ومقلتين تغمرهما الدموع في حوار هاتفي مؤثر، مع صحيفة «الوطن»: «اسمي نهى، ولدت عام 1987 لأب مصري وأم عراقية تُدعى نضال إسماعيل إبراهيم من مواليد بغداد».
في خضم حرب تحرير الكويت، أخذني والدي وسافر بي إلى مصر، بينما رفضت أمي مغادرة العراق، ومنذ ذلك اليوم، انقطعت أخباري عنها تمامًا، واختفت من حياتي.
مرت السنوات، كبرت نهى في كنف زوجة أبيها وعمّاتها، محاطة بعلامات استفهام لا تجد لها جوابًا، حاولت مرارًا الحديث مع والدها، لكنه كان يرد بجملة واحدة قاسية: «هي تركتك وذهبت».
ثم تزوج وهاجر إلى أمريكا؛ ومن ثم عاد لمصر مجدداً، وترك خلفه طفلة تائهة الهوية، متعطشة للحقيقة والحنان، لكن الأمومة لا تُنسى، والحب لا يُمحى، ولا تزال خيوط الحنين تشدّ قلباً نهى نحو وجه، أم لم تنسه يومًا.
رغم قلة المعلومات، بدأت نهى وزوجها البحريني رحلة بحث مرهقة، متنقلين بين سفارات ومواقع إلكترونية وصفحات التواصل، لكن كل الطرق كانت مسدودة، فالأسماء وحدها لا تكفي.
البارقة الوحيدة ظهرت مؤخرًا، عندما كانت عمّتها تنظف درجًا قديمًا لتجد ظرفًا ممزقًا، بدا كأنه أتى من الزمن المنسي، يحمل صورة أمها، وكتب عليه بخط اليد: «حارة التركمان - سحاب»، وهنا تغيّر كل شيء.
تقول نهى: «الآن فقط عرفنا أننا كنا نبحث في المكان الخطأ طوال هذه السنوات، ربما تكون أمي لا تزال هناك، ربما تذكرني، وربما تنتظر».
وتختم نهى مناشدتها بدموع الأمل: «أرجو من كل من يعرف أحدًا في منطقة حارة التركمان بسحاب – عمّان، أو يمكنه إيصال صوتي، أن يساعدني».
«يوم الاثنين سنزور السفارتين العراقية والأردنية هنا في البحرين.. دعواتكم أن يكتب الله لنا اللقاء، ولو مرة واحدة».
علّ القلب يجد قلبه، والابنة تجد أمّها، وتكتمل حكاية بدأت بفراق... وتنتظر أن تُختم بلقاء.