تُعد الرضاعة الطبيعية من أعظم النعم التي وهبها الله للأم وطفلها، فهي ليست مجرد وسيلة لتغذية الرضيع، بل رابطة عاطفية وصحية تعود بالفوائد على كلا الطرفين، حيث إنها توفر للطفل الغذاء المثالي الغني بالعناصر التي تقوّي مناعته وتعزز نموه، كما تحميه من العديد من الأمراض في مراحل حياته المبكرة.
في المقابل، تساعد الرضاعة الطبيعية الأم على التعافي بعد الولادة، وتقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، إلى جانب دورها في تقوية الارتباط النفسي بين الأم ورضيعها.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل
حليب الأم هو الغذاء الكامل للطفل، إذ يحتوي على جميع العناصر التي يحتاجها للنمو والتطور الصحي يمد حليب الأم الطفل بالفيتامينات والمعادن الضرورية.
كما أنه سهل الهضم مقارنة بالحليب الصناعي، لأن الجهاز الهضمي للرضيع لا يكون ناضجًا بالكامل عند الولادة، ويمتاز حليب الأم بقدرته على التكيف مع احتياجات الطفل من رضاعة لأخرى، وهذا يجعل تغذيته مثالية.
بالإضافة إلى ذلك، تقل احتمالية إصابة الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا بالعديد من الأمراض مثل التهابات الأذن، والجهاز التنفسي، والإسهال، والتهابات أخرى، وذلك بفضل انتقال الأجسام المضادة من الأم إلى الطفل خلال الرضاعة التي تعزز جهاز المناعة.
كما تقلل الرضاعة الطبيعية من مخاطر الإصابة بحالات مزمنة مثل الربو، السكري، وبعض أنواع السرطان، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
الرضاعة الطبيعية تعزز الترابط العاطفي بين الأم وطفلها من خلال التلامس الجسدي المباشر، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية لكليهما.
كما تساعد أيضًا على تنظيم شهية الطفل وتحكمه في كمية الطعام، مما يساهم في الوقاية من السمنة في المستقبل.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
أما بالنسبة للأم، ففوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة لها تتمثل في المساعدة على التعافي السريع بعد الولادة، وتقليل خطر النزيف.
كما تساهم الرضاعة الطبيعية في حرق سعرات حرارية إضافية، مما يساعد الأم على استعادة وزنها السابق للحمل.
وتقوي الرضاعة العظام وتعزز الترابط العاطفي مع الطفل، بجانب أنها ترفع من إفراز هرمون الأوكسيتوسين، مما يمنح الأم شعورًا بالاسترخاء والراحة بعد كل جلسة رضاعة.
كما تقلل الرضاعة الطبيعية من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري وسرطانات الثدي، والمبيض، وبطانة الرحم، وتؤخر عودة الدورة الشهرية وتوفر حماية طبيعية مؤقتة من الحمل.
أخيرًا، الرضاعة الطبيعية توفر الوقت والمال، حيث يكون الحليب متوفرًا دومًا بدرجة حرارة مناسبة، دون الحاجة لتحضير أو تكلفة إضافية كما هو الحال مع الحليب الصناعي.