يُعد داء الثعلبة من الحالات الجلدية الشائعة التي تنتج عن خلل في الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجسم بصيلات الشعر عن طريق الخطأ، ويتسبب هذا الخلل في تساقط الشعر في مناطق محددة من فروة الرأس أو الوجه، ويظهر غالبًا على هيئة بقع صغيرة مستديرة، ورغم تأثيره النفسي، فإن داء الثعلبة لا يسبب ألمًا جسديًا ولا يُعد مرضًا معديًا أو خطيرًا على الصحة العامة.

أسباب داء الثعلبة

السبب المباشر لداء الثعلبة غير معروف حتى الآن، فهو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجهاز المناعي أجزاء من الجسم نفسه ومع ذلك، يعتقد العلماء أن هناك جينات معينة مرتبطة بالإصابة بالمرض كما أن التعرض لفيروسات أو عوامل بيئية قد يلعب دورًا في تحفيز الإصابة.

وتوجد أيضًا عدة عوامل خطورة تزيد من فرص الإصابة بالثعلبة، لكن وجودها لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض. تشمل هذه العوامل:

التوتر.

التاريخ العائلي للإصابة بالصلع أو تساقط الشعر.

الاضطرابات الكروموسومية، مثل متلازمة داون.

الإصابة باضطرابات مناعية ذاتية أخرى، مثل الذئبة الحمامية الجهازية أو التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.

الاستعداد للإصابة بأمراض جلدية تحسسية.

العمر، حيث تنتشر الثعلبة بشكل أكبر بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا.

أعراض داء الثعلبة

يمكن تلخيص أعراض داء الثعلبة في الآتي:

ظهور بقع أو بقع دائرية الشكل خالية من الشعر، ناعمة الملمس، وعادة ما تكون بلون الجلد أو بلون يشبه الدراق. قد تتخذ أحيانًا شكلاً غير محدد الحواف وتكون خالية من القشور أو الاحمرار.

ظهور شعيرات قصيرة ومدببة ومبعثرة داخل البقع المصابة، وقد تكون هذه الشعيرات ملونة أو بيضاء (عادة ما تظهر بيضاء لدى كبار السن)، وتعتبر علامة مميزة لداء الثعلبة.

ظهور نقر أو حفر صغيرة على الأظافر لدى بعض المصابين.

علاج داء الثعلبة

لا يمكن تحقيق الشفاء التام من داء الثعلبة في معظم الحالات، لكن لحسن الحظ تتوفر علاجات متنوعة تساعد على السيطرة على الأعراض وتعزيز نمو الشعر مرة أخرى، ومن أبرز هذه العلاجات:

المينوكسيديل (Minoxidil): تركيبة دوائية موضعية تستخدم لتعزيز نمو الشعر، ويستغرق حوالي 12 أسبوعًا لبدء ظهور النتائج.

الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): أدوية مضادة للالتهاب تُستخدم لمعالجة الالتهاب المصاحب للثعلبة، وتتوفر بأشكال صيدلانية متعددة مثل الأقراص الفموية، الكريمات والمراهم الموضعية، أو الحقن المباشر في المنطقة المصابة (مثل فروة الرأس).

المحسسات الموضعية (Topical sensitizers): أدوية موضعية تسبب تفاعلًا تحسسيًا على الجلد، مما يحفز نمو الشعر في تلك المنطقة.