في عصر يزداد فيه التوتر وكل مسببات القلق، أصبح لازمًا على الإنسان التعامل مع ذلك بطرق غير تقليدية يمكنها القيام بدور إيجابي لمواجهة القلق والاكتئاب.
ويعد التأمل واليوجا من الحلول السحرية لتحسين الصحة النفسية، بل أصبحت علمًا مدروسًا له قواعده وأحكامه، ويهدف إلى الوصول إلى السلام الروحي والعقلي.
ما هو التأمل؟
التأمل (Meditation) هو ممارسة ذهنية تهدف إلى تهدئة العقل، وتحقيق وعي كامل باللحظة الحاضرة، بهدف تحفيز الوعي الداخلي وهو تمرين مفيد للعقل والروح.
ويأتي يوم 21 مايو من كل عام كيوم للتأمل العالمي، وهو ما يؤكد أهميته وتأثيره، فهو عملية تهتم بتحقيق اليقظة الذهنية والتي تتطلب منك أن تجلس فقط وتكون هادئًا، وتوجه انتباهك إلى أعماق نفسك ومحاولة التركيز فيها.
ويتم التأمل من خلال القيام تكرار كلمات أو عبارات ذات دلالة ومعنى بالنسبة لك، تنظيم عملية التنفس بشكل عميق، التفكير والتركيز على المشاعر الإيجابية من لطف ورحمة وتسامح ومحبة، التنزه في الطبيعة والمناظر الخلابة، القراءة والتأمل في كتابات ملهمة، وصولا إلى ممارسة الطقوس الدينية بشكل هادئ.
ومن أهم مزايا التأمل: زيادة القدرة على التركيز وتقليل التوتر والقلق، بل ويصل إلى المساهمة في خفض ضغط الدم والكولسترول، والتخلص من السلوكيات السلبية مثل الإدمان، وتعزيز القدرات الإبداعية وتحسين الأداء الوظيفي.
ما هي اليوجا؟
اليوجا هي رياضة روحانية تجمع بين العقل والجسد وتضم تمارين التنفس، والحركات الجسدية، والتركيز الذهني، ولها جذور قديمة في الفلسفة الهندية فقد توارثتها الأجيال في الهند حتى انتشرت في باقي دول العالم، وتطورت إلى أشكال متعددة تُمارس حول العالم اليوم.
ولليوجا مزايا متنوعة نفسيا وجسديا، فهي مفيدة في تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر والقلق، كما تساهم في تحسين جودة النوم وتعزيز الاسترخاء والهدوء وتفريغ الطاقة السلبية من الجسم وتقليل هرمون الكورتيزول المعروف بهرمون القلق، إلى جانب الوقاية من الاكتئاب.
وعلى الصعيد الطبي فهناك العديد من التأثيرات الإيجابية لليوجا على صحة الإنسان في مقدمتها تعزيز الجهاز المناعي، وتنشيط الدورة الدموية، وتحسين عملية التنفس وبالتالي إمداد خلايا الجسم بالأكسجين، الحماية من التهاب المفاصل وانتظام ضربات القلب، والوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وتحفيز معدلات حرق السعرات الحرارية.
وعقليًا تعزز اليوجا القدرات العقلية وعمليات التركيز والتحليل وتنشيط الذاكرة والوصول لمرحلة الصفاء الذهني والسلام الداخلي وتقليل الميل إلى العنف والعدوانية.
ماذا يقول العلم عن التأمل واليوجا
أكدت الدراسات العلمية الحديثة أهمية التأمل واليوجا، إذ تؤكد الدراسات على انخفاض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) بعد جلسات منتظمة من التأمل.
إلى جانب بحث نُشر في JAMA Internal Medicine (2014) أكد أن التأمل الواعي يمكن أن يحسن من الأعراض المرتبطة بالقلق والاكتئاب.
كما أظهرت دراسة نُشرت في Frontiers in Psychiatry (2020) أكدت أن اليوجا فعالة كعلاج مساعد لتقليل التوتر النفسي وتحسين جودة النوم.
نقاط الجدل والاختلاف (هل التأمل واليوجا خرافة؟)
عدم وجود معايير ثابتة يتم على أساسها قياس تأثير التأمل واليوجا يجعل التقييم العلمي الدقيق صعبًا، كما أن البعض يرى أن التحسن قد يكون نتيجة الإيحاء وليس التأمل بحد ذاته، فالتأمل واليوجا قد لا يكونان كافيين وحدهما لعلاج اضطرابات مثل الاكتئاب الحاد أو اضطراب ما بعد الصدمة.
التأمل واليوجا ليسا خرافة، ولا يمكن تجاهل دورهما في خفض معدلات التوتر وتحسين الحالة النفسية، لكنهما ليسا بديلًا كاملًا عن العلاجات الطبية أو النفسية المتخصصة عند الضرورة، بل يُفضل اعتبارهما علاجات تكميلية ضمن خطة شاملة للصحة النفسية.